مع ان المجتمع اليمني يعج بالجرائم اليومية بمختلف اشكالها ومضامينها ، ومنها تلك التي لم يعرف لها العالم مثيلا، الا ان البعض يختار منها مايمكن توظيفه ضد الاخر ، مع الحرص على ايراد عبارات من نوع " هذا ليس من اخلاقنا اليمنية " او " ماحدث خارج عاداتن القبيلية" ، على الرغم من ان هكذا جمل لاتعكس حقيقة الواقع الاخلاقي العام في بلد مثقل بكل اثام الدنيا ، وما يمكن تخيله من الجرم وانحراف الانسان. يمكن التعاطي مع هذه العبارات ، لو ان الامر متعلق بالمجتمع الياباني او الاوروبي وغيرها من الشعوب المحترمة ، اما ان نطلقها عن مجتمع مشبع بثقافة الغلط هو مجافاة لواقع الحال. مانحن عليه، يقدم اليمن معملا لانتاج الجريمة والفوضى ، مدرسة للكذب والبرم والتحايل والغش والخديعة ، جامعة لتخريج الفاسدين والمجرمين ولصوص المال والارواح.هل سمعتم في العالم مثلا ان هناك من هم متخصصون في سرقة اغراض من يتعرضون للحوادث المرورية على الخطوط بين المدن ، حد قيامهم بقلع الاسنان الذهبية لموتى وجرحى الحادث دون رحمة لما هم عليه من حال، لاأظن ذلك. لاحظوا مثلا عند التمثيل بجثة القناص في تعز ، بغض النظر عن من فعلها،كيف استغلت وعلى اي نحو وظفت، وكأن كم الجرائم المرتكبة بحق سكان محافظات الوسط والجنوب والشرق ودمار المدن طيلة 5 اشهر ،ليست كذلك وتندرج ضمن اخلاقيات وقيم المجتمع الدينية والقبلية !!. " قواعش" الحوثيين و" قواشع" المخلوع ، لم يألوا جهدا او يغفلواعباره في توظيفهم لما حصل وعلى جميع المستويات بما فيه التحشيد المناطقي والطائفي . التمثيل بالجثث والاخفاء القسري وكل اساليب التعذيب ليس جديدا على هؤلاء. في ستينات القرن الماضي واثناء الصراع المسلح " الجمهوملكي" جرى تمثيل شبه يومي بجثث الخصوم الجمهوريين ،ا ولهما هادي عيسى ومحمد الرعيني اللذان تم التمثيل بجثتيهما في باب اليمن وشارع الزبيري والتحرير ، كذلك تعليق الجثث في باب اليمن مع وضع السجائر في الافواه والانف ، وغيرها من اساليب التمثيل . غيران تلك الصوره التي تم تداولها في " الواتساب" وعلى نطاق واسع ونسبت ل" بدر الدين الحوثي" وهو يحمل رأسين لجنديين مصريين فصلا عن جسديهما ، فتقدم الجماعة اياها باءعتبارها السباقة على هذا الطريق ، وملهمة " الدواعش" من خلال تجربة بدأتها قبل خمسون عاما ، طالت حتى ابطال الثورة وفي مقدمتهم بطل السبعين " عبد الرقيب عبد الوهاب" . اما " قواشع" المخلوع ، فلا نريد تذكيرهم بكم الجرائم بحق المعتقلين السياسيين ، من الاصابه بالجنون الى بشاعة القتل وحتى الاخفاء القسري للذين نقراء اسماءهم على الحوائط ، وحرمان اهلهم حتى من معرفة قبورهم كأبسط حقوقهم الانسانية ، وفي مقدمتهم شهداء 15 اكتوبر الناصرية العظيمة بقيادة البطل " عيسى محمد سيف" ..... قلك ليس من اخلاقنا!