من منا لا يشتهي معانقة جبال صنعاء،والمكوث قليلا تحت ظلالها لتبدا رحلة الاستمتاع وسرد ذاكرة التاريخ عن قرب دون حاجز او مصطلح يفٌسد جمال الطبيعة التي قد مُن الله عليها..وتاريخها الرائد لعصور من الزمن . نعم انها صنعاء ..مدينة الحب والفكر والتاريخ،تعانق السحاب ،وتسلب عقل من تغزل بها او اقترب من ازقتها واسواريها الحاضنة لحضارة قوم ..ونوافذها الفاتنة والوانُها الزاهية التي تاخذك الى عالم الابداع،فتجعل وقتك عذبآ يشبه مياؤهها الساقطة من بين صخوريها . الحديث عن مدينة السلام قد يٌصيبك بالحسرة والألم ونوعً من الكبت الذي لازمنا منذو 21 سبتمبر من العام الماضي حين اقدم انصار الله على انشاء ثورة خاصة تحت مسمى محاربة "الجرعة" التي تثقل كاهل المواطن البسيط وتُعمق كثيرآ من معاناته التي تلازمة منذو 33 سنة تحت مظلة نظام مشلول الساقين . كما انهم لم يقفوا عند هذا الحد فقط ،بل انطلقوا مطالبين بالرؤية الصحيحة لمحاربة الفساد المستشري في شريان الدولة الذي يُصيبها بالشلل التام،وتساع مهول بين طبقتين لا ثلاث لهما في المجتمع ،وكذلك المطالبة بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني. نعم.. انها مطالب محقة ومنصفة وتحتل الأولوية القصوى في اروقة السياسة،وتعتبر هذه المطالب العمود الفقري و حجر الزاوية ،فهيا من تُرسم نقطة التحول وتسهم في عملية بناء الدولة المدنية الحديثة مطلب كل اليمنيون من اقصى شماله الى اقصى جنوبه، "هذا ان تم تنفيذها وصدقت نوايا الطبقة السياسية" . كل تلك الإدعاءات والشعارات المطاطية هيا مجرد تخدير مؤقت لتمرير ما عجزوا عنه ليكملوا سلب الدولة تحت عباءة الشارع المغرر به وبفئة عشقت الصرخة دون ان تُدرك محتواه وصحته . الحقيقة انها ثورة "خدعة" وليست "جرعة" وان من تربوا تحتها او أيدوها.. هم اؤلئك القادمون من خلف التاريخ ومن بين ركام الجهل والتخلف تاخذهم المصالح الضيقة تارة ..والمشاريع الخارجية المشبوهة تارة اخرى. قد جسدوا من خلال هذه الخدعة ملامح المجموعة الهوجاء التي تكذب على المواطن البسيط لإحياء مشاريع قادمة من كهوف الظلام وابيدلوجية طائفية قبيحة ورغبة سلالية مريضة. لم ..ولن تكون اعمال 21 سبتمبر ثورة ..بل كانت فوضى وبخطة مباركة من الرئيس المخلوع صالح ، الذي اتجه الى احياء لغة الانتقام من اصدقاء الامس، ليُجسد وبكل وضوح الحقد الدفين الذي يتمتع به هذا الرجل،لما لا... وهو من يهدد دومآ بهدم المعبد عليه وعلى اعداءه وببتسامة عريضة توٌحي بهوس السلطة . هانحن اليوم نتأمل الى صنعاء بعيون يملؤها الخوف والقلق لما قد تؤول اليه الامور،خصوصا اننا امام مجموعة ميليشاوية مجنونة تربت وترعرعت وسط بيئة عنيفة تجعلهم في الصفوف الاولى المتجهة نحو ممارسة هواية القتل وبعقيدة مصابة بالعقم ..في بلدآ يعيش ابناءه لسنوات طويلة ْدون نبرة طائفية او جهوية او منحنى مناطقي خبيث . لقد حضرت عاصفة الحزم وحزمت اغلب الامور التي اتفق عليها اليمنيون ضد مشروع سلالي مميت لايؤمن الا بعنصرية فكرتهم وإلاهية معتقدهم ، فبعد عاصفة الحزم كل شي تغير واصبحت الطريق الى صنعاء "معادلة لا تُقسم على اثنين" بل هيا معركة كبرى ضد إنقلابيون.. اغتصبوا السلطة.. وسلبوا الدولة ولا زالوا يهتكون الاعراض يومآ بعد يوم ...اذآ فالطريق الى صنعاء طريق كرامة لابد ان تسترد ويبقى الخوف على حضارة صنعاء سيد الموقف، فمن دمر تاريخ كريتر وعراقة قلعة القاهرة لن يؤتمن يومآ على عاصمة التاريخ .