كنتُ مخطئاً عندما أطلقت على جماعة الحوثي والتي تسمي نفسها "جماعة أنصار الله" برجال العصابات، و لان الحق يقال سأوضح للقارئ لماذا كنت مخطئاً في تسميتهم "رجال العصابات". العصابات لا تسعى لهدم النسيج الاجتماعي للمواطنين، ولا ترمي بذور الحقد ، وتسقيها بسفك الدماء لتحصد ثمار الطائفية ، لكن هؤلاء قد فعلوا ذلك، وتسببوا في هدم النسيج الاجتماعي للمواطنين. لذا نحتاج لعقود طولية لمعالجة ما اقترفته هذه الجماعة بحق الشعب والوطن. رجال العصابات أحياناً يكون لهم مواقف إنسانية ، تحكم عليهم التعامل بعقلانية تجاه قضايا مصيرية، أما هؤلاء فقد تجردوا من القيم الانسانية السامية. رجال العصابات يعرفون من ينهبون ، ومتى، وأين ، لكن هؤلاء ينهبون ويقتلون بشكل جماعي، فلا يفرقون بين غني وفقير ، وقوي وضعيف، فالكل أمامهم مستباح نهبه وقتله. رجال العصابات أكثر ما يستطيعون فعله هو سرقة ملايين ، أما هؤلاء لم تكفيهم الملايين بل سرقوا الوطن بأكمله، وقالوا بأنهم حاملوا راية "المسيرة القرآنية"!! هل القرآن يحث على النهب والقتل ، والمتاجرة بأقوات الناس ، والفيد من ما تجنيه السوق السوداء!! العصابات دائما تستولي على بنوك لغرض سرقتها، ومن ثم تذهب إلى أوكارها، متخفية في دياجير الظلام؛ لأنها لا تجرؤ على مواجهة الدولة. أما هؤلاء جاءوا من الكهوف في وضح النهار ليستولوا على مؤسسات الدولة ومحاصرة مسئوليها، ونهب معسكراتها، ولم يكتفوا بذلك حتى الآن. رجال العصابات مهما كانت جرائمهم ، يقدسون الدولة ، وهؤلاء نسفوا الدولة ، وقالو بأوقح كلمة في التاريخ اليمني المعاصر "ما نبالي" مصادر تمويل العصابات محدده، أما هؤلاء فبسيطرتهم على مؤسسات الدولة، سخروا أموال الدولة فاستقطعوا من رواتب موظفين الدولة لدعم مجهودهم الحربي ضد الشعب. العصابات لا تتسبب في أغلاق المدراس ، لكن هؤلاء فعلوها، وفي زمنهم ترك الأطفال مدراسهم وذهبوا إلى جبهات القتال، ومن لم يذهب ظل إلى جانب أسرته معرضون للجوع والمرض، وللقصف العشوائي. لم نسمع أن رجال العصابات فكروا باقتحام الجامعات واعتقال الطلاب والاساتذة ،أما هؤلاء فاقتحموا الجامعات، وحولها إلى ثكنات خاصة بهم. وسائل الاعلام في جميع أنحاء العالم تُسخر أقلامها في تسليط الضوء على جرائم العصابات ، وهذا طبيعي ، لكننا لم نسمع يوماً بأن عصابة اختطفت أو اعتقلت كل من يناهض الجريمة، لكن هؤلاء اختطفوا واعتقلوا وتسببوا في مقتل الكثير من الأبرياء ممن أُستخدموا كدروع بشرية. ولم يكتفوا بذلك بل اقتحموا العديد من مقرات القنوات التلفزيونية والصحف ، ونهبوا محتوياتها، فإلى متى ستستمر هذه الممارسات الهمجية، لا أحد يعلم ذلك!! عذراً رجال العصابات ، حين أطلقنا عليهم هذا المسمى ، لم نكن نعلم أنهم أقذر بكثير. *كاتب صحفي [email protected]