اتهمت قوات تابعة للحكومة اليمنية ميليشيات الحوثيين بقصف عربات كانت تعبد طريقا ستمر خلاله قوافل إنسانية في الحديدة، في الوقت الذي تواصل فيه قوات الجيش الوطني من المنطقة العسكرية الخامسة تقدمها في شرق مدينة حرض التابعة لمحافظة حجة، الحدودية مع السعودية، وتسيطر على مناطق جديدة بعزلة الشعاب وسط خسائر كبيرة تكبدتها ميليشيات الحوثي الانقلابية. وجاء التقدم الجديد بعد أقل من 24 ساعة من إحراز قوات الجيش الوطني في محور حرض، الجمعة، تقدما جديدا من خلال تحرير سلسلة جبلية استراتيجية مع عدد من القرى والمحلات جنوبي وجنوبي شرق المدينة، بحسب ما أفاد به موقع الجيش الوطني اليمني «سبتمبر.نت» الذي نقل عن قائد اللواء الأول قوات خاصة العميد محمد الحجوري، تأكيده أن «قوات اللواء تمكنت من تحرير سلسلة جبال المحصام، وصولاً إلى جبل الحصنين الاستراتيجي بالقرب من مثلث عاهم»، وأنه «تم تأمين قرى الحوثلة، وراحة وأم الغرف». وأشار إلى أن «المعارك أسفرت عن مصرع 30 من عناصر الميليشيا الانقلابية، وجرح عشرات آخرين، علاوة على أسر خمسة من عناصرها». ومع تقدم قوات اللواء الأول خاصة في جنوب شرقي مدينة حرض فقد باتت معاقل الميليشيات الانقلابية بمديرية مستبأ في مرمى الجيش الوطني. وفي معارك السبت، تمكنت قوات الجيش الوطني التابعة للمنطقة العسكرية الخامسة من تحرير مناطق جديدة بعزلة الشعاب شرق مدينة حرض. وقال مصدر عسكري، نقل عنه المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة، قوله إن «الجيش الوطني وبمساندة قوات التحالف العربي شن هجوما مباغتا على مواقع تمركز ميليشيات الحوثي تمكن خلالها من تحرير قرى كرس وهان في عزلة الشعاب شرق مدينة حرض»، مؤكدا «سقوط قتلى وجرحى من ميليشيا الحوثي خلال المواجهات ومساندة قوات التحالف العربي بالقصف المدفعي والغارات الجوية». وذكر المصدر نفسه أن «ميليشيات الحوثي فخخت منازل في قرى الشعاب وعملت على تفجيرها بعد انسحابها من تلك المنازل». يأتي ذلك في الوقت الذي تكبدت ميليشيات الحوثي الانقلابية في معارك مع الجيش الوطني وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية، خلال ال48 ساعة الماضية، الخسائر البشرية والمادية الكبيرة في مختلف جبهات القتال أشدها صعدة وتعز والجوف ومأرب ودمت بمحافظة الضالع، جنوب البلاد، واستمرار خروقاتها في الحديدة، غربا، وقصف مواقع الجيش الوطني في المنفذ الشرقي لمدينة الحديدة. ففي الضالع، أفاد موقع الجيش ب«مقتل وإصابة 25 من عناصر ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، الجمعة، بنيران قوات الجيش الوطني، في مديرية دمت، شمالا، في هجوم مضاد شنته قوات الجيش الوطني على مجاميع من الميليشيات كانت تستعد للتسلل إلى مواقع في الرحبة وقرية بيت اليزيدي جنوب مديرية دمت، لانتشال عدد من قتلاها كانوا قد سقطوا في مواجهات سابقة». وأوضح الموقع أن «الهجوم أسفر عن مقتل 17 من عناصر الميليشيات وإصابة 8 آخرين، إضافة إلى تدمير طقم عسكري تابع بما فيه من ذخيرة». وفي صعدة، شمالا، قصفت مدفعية الجيش الوطني، الجمعة، تعزيزات لميليشيا الحوثي الانقلابية، في أطراف مديرية باقم شمالي غرب، واستهدفت تحركات لعدد من آليات الميليشيا كانت في طريقها لتعزيز عناصرها في الجبهة، مما أسفر عن تدمير عدد من تلك الآليات، ومصرع وإصابة كل من كان على متنها. كما سقط عدد من الانقلابين بين قتيل وجرح خلال الساعات الماضية بمواجهات مع الجيش الوطني الذي أفشل محاولات الميليشيات التسلل إلى مواقعه باتجاه محيط الزوم في مديرية مقبنة، غرب تعز. إلى ذلك، قال المركز الإعلامي لألوية العمالقة جبهة الساحل الغربي، بأن «فرق نزع الألغام التابعة للقوات المشتركة، بدأت بنزع وتفكيك الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها ميليشيات الحوثي في الخطوط الرئيسية والفرعية في خط صنعاء - الحديدة والخطوط المؤدية إلى مدينة الحديدة وذلك تمهيداً لعودة الحياة للمدينة وتسهيل مرور المواطنين بعد أن تنسحب ميليشيات الحوثي من المدينة وموانئها». وأضافت «تمكنت الفرق المشتركة من نزع المئات من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها ميليشيات الحوثي في مداخل مدينة الحديدة وذلك لفتح طرقات آمنة للمواطنين للمرور إلى مدينة الحديدة في حال نفذت ميليشيات الحوثي التزامها بالانسحاب من المدينة ومينائها». وأكدت «العمالقة» أن «ميليشيات الحوثي تحاول التسلل إلى أمام مواقع ألوية العمالقة في خط كيلو 16 (المنفذ الشرقي لمدينة الحديدة) لتقوم بزراعة الألغام في طريق مرور القوافل الإغاثية)»، وأنه «بعد الاتفاق على فتح خط صنعاءالحديدة لمرور قوافل الإغاثة الدولية عبر طريق كيلو 16 وبعد قيام الفرق الهندسية للقوات المشتركة بتطهير الخط من الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي من أجل تأمين مرور القوافل الإغاثية، قامت ميليشيات الحوثي بقصف مواقع ألوية العمالقة بصاروخين جراد لحق القصف محاولة تسلل إلى الطريق الذي تم تأمينه ونزع الألغام منه من أجل مرور القوافل الإغاثية». وقال أصيل السقلدي، مدير المركز الإعلامي لألويه العمالقة، بأن «الفرق الهندسية تقوم بنزع الألغام لتأمين مرور المواطنين وتسهيل حركتهم في حال التزمت ميليشيا الحوثي بما نص عليه اتفاق السويد»، مضيفا أنه «في حال تنصلت الميليشيات عن التزاماتها فهناك فرق ستقوم بتطهير مدينة الحديدة من ميليشيات الحوثي وألغامها»، في إشارة إلى قوات ألوية العمالقة التي تمكنت من تحرير مساحة واسعة من الساحل الغربي وصولا إلى مدينة الحديدة.
وبينما تواصل ميليشيات الانقلاب خروقاتها من خلال القصف المستمر على المدنيين والجيش الوطني في الحديدة وبشكل أعنف على المناطق الجنوبية من المدنية، قال مركز إعلام العمالقة بأن «ميليشيات الحوثي قصفت، ظهر الجمعة، عدداً من منازل المواطنين في مديريتي التحيتا وحيس، جنوبا، ودمرتها. حيث تضررت عدد من المنازل بشكل كبير وألحقت أضراراً جزئية بالمنازل الأخرى المجاورة لها ليتواصل التنكيل بسكان وأهالي التحيتا وحيس إثر القصف العشوائي للميليشيات دون التزامها ببنود اتفاقية السويد والهدنة الإنسانية التي دعت إليها الأممالمتحدة». ونقل المركز عن مواطنين في مديريتي التحيتا وحيس، تحدثوا أن «ميليشيات الحوثي مستمرة بالقصف العشوائي والهمجي على المنازل وساكنيها كما دمرت العديد من المنازل وشردت سكانها في بالتزامن مع مرور أيام على دخول الهدنة الإنسانية حيّز التنفيذ في محافظة الحديدة»، وأن «كل هذه الأعمال الإجرامية من قِبَل ميليشيات الحوثي ما هي إلا دليل قاطع على استمرار خروقاتها للهدنة الإنسانية بقصفها المتواصل على منازل المواطنين ومواقع قوات ألوية العمالقة في مختلف مديريات محافظة الحديدة». في ذات السياق، اطلع رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن بحري عبد الله النخعي، على سير العمليات العسكرية في جبهة صرواح بمحافظة مأرب، طبقا لما أوردته وكالة «سبأ» للأنباء اليمنية التي قالت بأن «الفريق الركن النخعي استمع من القيادات العسكرية في جبهة صرواح إلى تقرير عن الانتصارات التي حققها الجيش الوطني مسنوداً بالمقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي على الميليشيات الحوثية الانقلابية». وأكد النخعي أن «العمليات العسكرية ستستمر في مختلف الجبهات حتى تحقيق كامل الأهداف واستعادة الشرعية، وإنهاء الانقلاب وعودة الأمن والاستقرار لليمن». مشيدا في الوقت ذاته «بالانتصارات التي أحرزها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مواجهة ميليشيا الحوثي الانقلابية». وعبر النخعي عن شكره وتقديره لدول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على الدعم السخي ومساندتهم المستمرة لليمن. الشرق الاوسط