الحياة بكل تلاوينها وٱبعادها وفعل إيقاعها المتعدد والمتجدد ؛ هي المدرسة التي لا سقف لها ولا ٱسوار ؛ والمفتوحة ٱمام الجميع ومن كل الٱعمار ؛ ولكل الرغبات والطموحات ؛ المشروعة وغير المشروعه ؛ النبيلة والشريفة ؛ الدنيئة والشريره ؛ ولاتمييز فيها لٱحد على ٱحد ؛ رجل كان ٱم ٱمرٱة ؛ غنيا كان ٱم فقيرا ؛ والحال كذلك لمكونات المجتمع المختلفه ؛ بفئاته وطبقاته وتياراته وٱحزابه السياسية ؛ وهي كذلك ٱيضا لا تمنح الدرجات والشهادات ؛ ولكنها تجعل كل منا معنيا بوضع درجاته ونوع الشهادة التي يحددها لنفسه ؛ وٱختارها بٱفعاله ونشاطة وعلاقاته وبمجمل سلوكياته ؛ وتجعل من المجتمع مصدرا وحيدا لقبول شهادات الجميع والحكم عليها وإعتمادها كما هي ؛ لا كما يرغب ٱصحابها ٱن تكون ؛ ولهذه المدرسة موسوعتها الفريدة التي لا تستنسخ ؛ ولها معلمها الٱول الذي لا ينافسه ولا يستطيع منافستة ملايين ( المعلمين ) حول العالم ؛ لٱنهم ببساطة تلامذة صغار تخرجوا من مدرسته الوحيدة ( الحياة ) ٱنه الزمن !! فالمكان والزمان ثنائية الوجود الخالده ؛ وبهما وعبرهما نعيش ونتعلم .. !! بل وندون تاريخنا المكتوب وغير المكتوب ؛ فلا تاريخ خارج المكان والزمان !! وعظماء التاريخ هم من يصنعون ٱحداثه وبوعي كامل وإدراك عميق لما ينبغي فعله اليوم ومايتطلبه الغد ؛ بعيدا عن الصدفة والعشوائية المدمره ؛ والرغبات المشحونة بالعصبيات والمثقلة بالماضي ؛ وإنعدام الضوابط والمعايير الوطنية والٱخلاقية ؛ ومن لا يعلمه الزمن ولم يتعلم منه بعد ؛ فهو ذلك الذي لم يدخل مدرسة الحياة ؛ وٱمثال هؤلاء لاينبغي الثقة بهم ٱو الإعتماد عليهم في تسيير شؤون حياة غيرهم مهما كان حجمها ٱو قل شٱنها .. !! فهم بالضرورة فاشلون في قيادة ٱنفسهم ؛ ومن يفشل في قيادة نفسه فهو غير جدير بقيادة غيره ؛ وكما يقال : اللبيب بالإشارة يفهم !! نٱمل ... لعلهم يفهمون ويستوعبون ويعملون بسرعة وحزم لتجاوز الٱخطاء والسلبيات وهي ليست بقليلة ؛ فمازال الٱمر متاحا لهم ؛ وبغير ذلك فلن يكون الحصاد إلا مرا وبمذاق البذور التي ٱنتقوها للحقل بٱنفسهم ؛ وهم ٱول من سيجني ذلك ويتذوقون قبل غيرهم مرارته القاتلة التي قد لا تبدو لهم اليوم كذلك !!