اشبه ب" مومس" اكل الدهر جمالها وشرب العمر مفاتنها ، عدا ماتمتلكه من عائدات ايام العز ، ومساحيق مبتذلة تضاعف بشاعة وجهها المترهل بكل خطايا العمر ، يظهر " اللي ميسماش" بين حين واخر بتقليديته المعتاده ، مع فارق وجوده خارج سلطة طالما وظفها بما يخدم بقاءه وتكريس اسرته في الذاكرة الشعبية . لكأنه بذلك التهريج ، اراد فقط تأكيد بقاءه على قيد الحياة ، بعد تواتر الاخبار عن قضاءه في عملية قصف ، او انه باق في اليمن ولم يخرج منها بموجب اتفاق كما يشاع . المخلوع شخصية ادمنت الخصومة ، والتماهي مع نتائجها المدعومة بامكانيات الدولة ، وعلى النحو الذي يعتقد بأنه يذيب فوارق التميز مع الاخر الثقافي والسياسي والتعليمي . لاجديد في الامر، هو علي صالح ، بلغته المكسره وعباراته المتناثرة وعادة التهديد والوعيد في وجه خصومه ومنافسيه التي الفها منذ كان مهربا لشحنات " الدمبل " على طول سواحل ذباب . لم تمضي ايام على مقابلته – اذا جاز لنا تسميتها كذلك – مع قناة الميادين ، والتي نفى فيها اي علاقه له مع مليشيا الحوثي ، وان حرسه العائلي تحت قيادتهم ، اذا به في لقاء مع ماتبقى من اعضاء لجنته الدائمة ، يظهر متوعدا دول التحالف والمقاومة بحرب لم تبداء بعد وتثبيت تحالفه مع الحوثيين، في تأكيد واضح على تقدمه في العمر ، وان خلايا دماغه لم تعد تحتمل تأثير جرعته المعتادة. عشرة اشهر ، وطائرات التحالف تحلق مثل النوب في سماء بلاد طالما قام رئيسها بعقد صفقات اسلحة ، اتضح بأنها لم تكن سوى عمليات فساد تحت يافطاتها . عشرة اشهر ، وبنية البلد المدنية والعسكرية تدمر ، بعد ان قام هؤلاء المغامرون باستعداء الاقليم وايجاد كل الشروخ الاجتماعية على مستوى الداخل ، حين قرروا ارسال كتائب اخضاع محافظات المقاومة ، كأمتداد لسلوك تاريخي وبعيدا عن الشعور بأي مسؤلية وطنية ، بالنظر الى كل ماترتب ويترتب على حماقاتهم المنبثقة من شعورهم التقليدي بالغلبة التاريخية ، وهي التي مثلت السبب المباشر لاعاقة بناء الدولة منذ العام 1918م وحتى اليوم ، والى ان تتمكن المقاومة من تثبيت معادلات جديده وواقع مختلف . عشرة اشهر ، واليمنيين يدفعون ثمن شطحات ومغامرات هؤلاء ، من حياتهم ومعيشتهم وحالات الخوف والقلق اليومي الذي يلازمهم ، وسيظل مايطال تعز واهلها نموذج للجرم المرتكب بحق البلد وشعبه ، ومع ذلك يخرج هذا التعيس ليقول ان الحرب لم تبداء بعد ، لكأن ماجرى خلال الاشهر الماضية حرب " زماميط " لاأكثر . طبعا هو لايهم شيء ، فجميع افراد اسرته بالخارج ، وملياراته تملاء بنوك العالم ، وبالتالي فالحرب بالنسبة له ليست ابعد من تسلية وتصفية خصومات ، ولمليشيا الحوثي ظرفا يسمح لهم بممارسة كل انواع النهب وتكوين الثروات