تاريخ اليمن الحي تاريخها الدهري،أعلن احتجاجه وقرر الغياب وهو بعيد عن الارض التي احبها: غنيت في غربتي يالله لاهنتنا ومزق الشوق روحي في لهيب الضناء راجع انا يابلادي ياديار الهنا ياجنتي ياملاذي يا أمي الغالية طال بعده عنها فأعلن استسلامه ليتمكن من العودة الى غياهبهابعد ان دق نواقيس غيابه: ياقافلة عاد المراحل طوال وعاد وجه الليل عابس ياقافلة في الدرب درب النزال لاتامني شر الدواير اليوم والغربان خلف التلال والذيب وسط الجرف فاغر بالرغم من قتامة هذه الصورة إلا انهالم تنقص من ثقته بعزيمة الانسان اليمني وحنكة رؤيته،ورفضه لكل اشكال العبودية أيا كانت قولي لمن غرته نفسه ركبت الخطر الموت لك منتظر خلف الحجر والشجر من حل وادي السباع قالوا درج وانتحر دخل خبر كان قامت بعده العازية مطهر الارياني إبن "حصن ريمان "من امتزجت بصماته وبصمات الارض التي عشقها لم يفقد ثقته في نهضتها بعد التعثر وغلبتها على كل الذئاب ليكون البقاء لصانع الرخاء فيها" فلاحها" الرمز الحضاري فيها يالله بانزرع الوديان حتى الجبل نحرث اشعابه من يزرع الارض مايتهان ولا يدق الشقاء بابه. ,وبجانب ارتعاشات غصون البن على ضفاف السوائل والوديان ستهدر الالات بإيقاعاتها وايمان إنسانها وتصميمه على البناءهذا الامل يظل وبعد الخراب سيكون العمران ماتسمع الا المطارق او هدير المعامل وفي الحقول والجبال تسمع صرير المعاول شاهد وقل ياسلام اليوم ما احلى المداين نحو السماء صاعدة جنب المآذن مداخن هذه الصورة بالذات إيضاح ان الدين لايعارض التمدن والتصنيع والنهضة صنع عظيم اليمن باشعاره المجتمع المثالي المتطور الرافض لكل محبطات النهوض من الجهل والشعوذات وطفل قاني سعل وابوه يصيح ليش ما أسرع هذا الدواء في شفاه وأمه تقول سرحه عند الفقيه كم بينفع من ناس ياربتاه لم يترك"مطهر الارياني" شاردة في الحياة اليمنية الا وصاغ منها وفيها لوحاته الجميلة الصبح بان والحسان البيض في كل مهيع مثل الظباء في الفلاة سويجيات العيون في الحقل تطعم وتقلع طفيليات العضاة وفاتنات الحواطب بين الأشجار تنزع من عودها ما تشاه التاريخ ,الارض،المرأة،الحب،الغربة،التمدن،المشاكل الاجتماعية، الحياةبأفراحها واحزانها الضعف والقوة الهيمنة والتسامح. ببساطة كان "مطهر الارياني هو التجسد للحياة نفسها والتي لايمكنني ان اوفيها حقها في هذه الوقفة القصيرة التي أقفها لوداعه "وياريت الوداع ماكان".