سؤال بسيط فقط عند العقول المتخلفة ولكنه أصعب فهما واستيعابا ومن ثم تكمن الصعوبة في البحث عن الإجابة ... فالعرب يعتقدون إن الوطن والوطنية هما أقدس من المواطن ويتناسوا إن الله جل جلاله كرم الإنسان أكثر من الحجر والتراب والحيوانات وجعله مركز كل اهتماماته ،كما يعتقد العرب إن القداسة هي لحفنة تراب وقطعة قماش وتحت ذلك تزهق الأرواح وتسفك الدماء وتيتم الأطفال وترمل الإنسان لأن ولي الأمر يريد ذلك... ويريد ناس يضحوا من أجله هو فقط وديمومة بقائه على ولايتهم كونهم بالنسبة له قطيع من الحيوانات ليس إلا ثم بعد ذلك يأتي الوطن . والوطنية شعار سياسي مقزز ومقيت في زمن أصبحت الوطنية شعار للنهب والحروب والفساد والتخلف ... عليك يا أخي إن تحب الوطن وتتبع وتطيع ولاة الأمر كي تكون وطنياً... طع حتى لو كانت حياتك مرتبطة بمستوى الإخلاص لولي الأمر ... طع أيها المواطن ولا تحك رأسك أي لا تفكر ... طع واسفك دمك من أجل ولي الأمر الفاسد والقاتل والفاجر لإن فعلت تلك تعبر عن قمة الوطنية ... طع ولا تناقش لا قبل ولا بعد فأنت وجدت هكذا مخلوق تابع وخانع... وكي تكون وطنياً عليك بالطاعة والتضحية ... وكيف لا والوطنية صكوكا بيد الحاكم أو ولي الأمر يمنحها لمن يشاء ويرضى عنه ... ولا تحزن لو تعذبت أو تشردت أو أفقرت أو اعتقلت ما دام هناك من يستفيد من ذلك ... انت وحدك لست الوطن بل من يتحكم فيك هو الوطن وهو من يهلكك ويعذبك ويفسد عليك مجتمعك ووطنك ... هو الوطن والوطنية بكلها. وباتت الوطنية بحد ذاتها مفهوم سياسي ممجوج ومستفز واقترنت بظاهرة العلم كقطعة قماش أعطي لها القدسية بأمر من ولي الأمر الذي رسم هالة قدسية حول قطعة القماش وربطها بمبدأ الوطنية ولكن لا أحد يجرؤ على معارضة ولي الأمر في نهب ثروات الوطن والتنكيل بأبناءه وتقتيلهم وتشريدهم وبنفس الوقت يريدون من ذاك المظلوم إن يتلحف بالوطنية بينما الوطن قد ضاق ذرعا منه.لقد أصبحت قداسة الحياة مجردة من كل قيمها في ظل وجود مفاهيم تلغي قدسية الإنسان وكلما ضاقت بهم هموم ومعاناة الحياة وقلت لهم إن الله لا يأمركم بقتل بعضكم بعض من لإنه حرم عليكم قتل أنفسكم بل إن رسولكم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول لكم ( هدم الكعبة حجر حجر أهون لي من قتل مسلم ) وهنا تلغى أي قدسية غير قدسية الإنسان ولكن متى يفهمون ؟ .وفي أعراف الحاكم العربي بشكل عام واليمني بشكل خاص فالوطن هو الحاكم والوطنية تقاس بمدى حب وإخلاص المواطن لحاكمه ويتشكل رأي عام يرفض خصوصية كل مدينة واستحقاقها في إن يكون لها يوم تاريخي وعلم خاص بها كما هو حال بقية المجتمعات لإن وجود ذلك يعتبر خرقا للمقدسات وكفرا بالله والمجتمع وبالأخص بولي الأمر ... لا يحق لغير ولي الأمر القيام بكل الموبقات والجرائم ولكن لا أحد من الرعية الإعتراض على سلوكياته فهو ولي الله ووكيله على الأرض والعباد والحيوانات . وهو الوحيد ( ولي الأمر ) من يحدد توجهات المجتمع وتغيير معالم تفكيره وعقيدته فمثلاً لا يمكن لأحد إن يجرؤ على إعتراض مفهوم ولي الأمر بإعتبار نظام حكمه من الفروض الدينية الملزمة لكل مسلم ...ويظل المواطن هو الحلقة الأضعف في الحياة وعليه أن يكون دافع الضرائب والدم والتضحية وووغيرها من الضرائب في خدمة المقدسات بما فيها ولي الأمر المقدس والمفضل باني الأمة ومحقق تقدمها المتخلف . لقد وقعنا للأسف في مفاهيم مبتسرة ومجتزآه ومغلوطة ولكننا نعلم وقوعنا في الغلط ولكن لا أحد منا يملك الشجاعة لرفض الواقع المغلوط... من اليوم علينا مراجعة مفاهيمنا المغلوطة من خلال إعادة الإعتبار لقدسية الحياة التي يعشقها ولي الأمر أكثر منا ونحن ننتجها ونلونها له على حساب حياتنا وكأننا كائنات تنتمي لعالم غير عالم البشر . ولو سمعت وتأكدت إن الحاكم أو ولي الأمر وهو الوطني الأكبر أو الأوحد قد نهب أرضك وتنازل عن أجزاء من الوطن فلا تعتقد إنه قد تخلى عن وطنيته بل أفهم إنه يعمق ويجذر من وطنيتة بزيادة أرصدته المالية خدمة وحبا في الوطن ... أخر صراعات الوطنية العربية ومنها اليمنية . لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet