الحقيقة محايدة، الحقيقة هي المُعطى الموضوعي، لنقل بانها المعنى كي نقول مع الجاحظ بانها المعنى والمعاني، كما يقول، على قارعة الطريق وصولا الى ان نقول المعنى شكل تجلي الحقيقة (الموضوعية) للوعي، لكنه التجلي الغير ممكن بدون شكل او الشكل، شغلنا هو ابداع الشكلالوظيفة. شكل الحقيقة الموضوعية غيره الشكل الفني، الوظيفة هي شكل تجلي الحقيقة الموضوعية الحقيقة موجودة، مُعطي مطروح بحياد حتى الموت، موت برسم الحياة: توظيف الحقيقة، لا معنى لكلمة حقيقة بدون وظيفة، ما معنى حقيقة! الحقيقة في وجودها الموضوعي غيرها الحقيقة بالنسبة لك، التي ليس من الضرورة البشرية ان تكون بالنسبة لي كذلك حقيقة. كيف نفهم ما هو حقيقي! وهل من الممكن ان نفهم الحقيقة مجردة من معطيات ومقتضيات الوجود، وجودنا! وجودنا الحقيقي هو الحقيقةاللا وعي والوعي هو الاداة التي ننتح بها من هذا اللاوعي المعاني، الأشكال، الملموس. اللاوعي هو الاساس لا الوعي تماما بمثل ما نقول بان الامة هي الاساس لا الحكومة، الوعي حكومة اللاوعي. اللاوعي هو الحقيقة، هو قارعة طريق الجاحظ والمعاني مطروحة فيها كل المعاني! برسم الوعي يحولها الى حقيقة بالفعل بعد ان كانت حقيقة بالقوة، يحولها الى شكل، الى الملموس. السؤال هل الوعي محايدا! بحد ذاته يجب ان يكون محايدا بيد ان هكذا وعي لا وجود له الا على مستوى المجرد (لوجوس) مثله مثل الآلة لا تكتسب طبيعتها الامن خلال مستخدمها طبيعة هذا الاستخدام والهدف منه: معادلة فيزيائية، في النظرية النسبية، انتجت طاقة هائلة برسم الحياة بمثل ما أنتج على أساس منها السلاح النووي الفتاك بالحياة.فضلا عن انه لا يتخلق إلى كانعكاس بشروط الوجود الملموس او لهذا الوجود الملموس (الجماعة البشرية، المجتمع لاحقا) الحقيقة مثلها مثل العلم لا معنى له بدون الوظيفة المُعطاة لحقيقته (المُكتشفة) تبدل هذه الوظيفة هو هو حياة العلم الحقيقية، الحقيقة العلمية بالأحرى (ثمة حقائق اخرى ليست علمية) حتى قولنا بالحقيقة العلمية قولا ملغوما وبالعلم نفسه. ما معنى علم! العلم من المعلوم ويعني العلم بالشيء (اماطة اللثام) عن مجهولٍ (كان مجهولا) ليصبح معلوما ولكن على اساس من ماهية العلم نفسه فقد عرفنا بان ما هو حقيقة علمية مؤكدة اليوم من الممكن ان يكتشف العلم نفسه (كآلية) ما يبطلها غدا كحقيقة او يكشف عن لا علميتها التي كانت علميةفأصبحتعلميتها باطلة بشرط الحياة التي تنتج شروطها وكل يوم علميتها الخاص، يموت العلم بالحقيقة كي يحيا من جديد مع كل اكتشاف .. تنتهي الحقائق وتبقى الوظيفة حقيقة الحياة. يقولابن الرومي: نظرت فأقصدت الفؤاد بلحظها ثم انثنت عنه فظلّ يهيمُ تنتهي الحقائق كلها وتبقى حقيقة واحد فقط هي تلك الحقيقة التي لم نتوصل اليها بعد برسم التشكل (الادراك)، الفهم (المفهوم)، برسم تحولها الى حقائق تمليها معطيات الحياة في شكلها الملموس … شغل بكره وبعده، ما معنى بكره وبعده!
يتبع....... لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet