في الذكرى التاسعة لرحيل جسدك الحبيب و خلود روحك الطاهرة في الملكوت الأعلى ، ماذا عساي أكتب لأعبر عن تزاحم الإنفعالات التي تسابق بعضها بعضاً لتكون أول ما أكتبه إليك !!، نعم ثمة شوق متراكم و حنين جارف و لهفة لتلك الحياة الجميلة التي لم تكن كذلك إلا بك بتواجدك المحب و الحاني و الحامي بيننا أسرتك التي كونتها مع حبيبة العمر والتي كانت تكبر مع مرور الأعوام و عملتما على رعايتها وتوفير البيئة المثلى للتربية من خلال حزمة من المثل و المبادئ و القيم التي تمثل اليوم سلاحنا في مواجهة تقلبات الزمن و أهله . والدي نعمان شمسان الصديق الذي لم أجد بديلا عنه و الرفيق الذي لمست من سيرته العطرة نبل و سمو الإشتراكي الأصيل و الإنسان الذي تعجز كلماتي عن الإقتراب من وصفه بما لا يغفل جانباً أو أكثر من ثراء إنسانيته التي أحتوت كل مجايليه ، لكن - شهادة لله - أقول لا زال الناس يدعون لك و لا زالت مواقفك النبيلة ترددها الألسن و لا زلت مند رحلت في السادس من أبريل - من تلك السنة التي لونت حياتي بالسواد - لازلت أتعرف على رفاق يسردون بحب مشاهداً عاشوها معك . أبي رحلت إلى الرفيق الأعلى و أنت غير راضٍ عن أوضاع البلد و تغول الفساد وتبجح المفسدون فيه ، و لا أدري كيف كنت ستحتمل ما وصلنا إليه من تردي و ضياع كيف ستحتمل الإقتتال اليمني/ اليمني الذي وضعنا فيه الإنقلابيون الذين ذهبوا بإتجاه خيار شمشون ويريدون إما حكم حصري و مطلق بهم تحت لافتة الحق الإلهي - الذي وسوس الشيطان لهم و لأجدادهم به - أو تحطيم كل شيء جميل في البلد و هم اليوم سائرون في هذا المسار التدمير للبشر و العمران لقد خلف حقدهم الأسود على الشعب الذي أراد دولة المواطنة المتساوية و الحقوق و الحريات كباقي شعوب العالم فأحال الحوافيش اليمن إلى أطلال الالاف من الشهداء و عشرات الالاف من الجرحى و المعوقين و ملايين النازحين الجوع يفتك بمعظم اليمنيين و الأوبئة تنتشر في المدن و الأرياف و تعز قبلة الثوار يحاصرونها و يقصفونها و يمنعون عنها الغذاء و الماء و الدواء ليس ذلك و حسب أبي الحديث يتسع عن ما نحن فيه و لا أرغب في تكدير صفو راحتك الأبدية بمعاناتنا !!. أبي من قاهرة المعز أكتب إليك فأنا في رحلة علاجية هنا لقد أصابتني الأحداث الأخيرة بإنزلاق في العمود الفقري تعلم نعم البلاد كلها أنزلقت إلى المجهول . لقد زرت تلك الأماكن الحبيبة التي مررنا بها هنا لأنها تحمل عبقك حبيبي . أعاهدك أبي على مواصلة السير في الدرب الذي رسمت و القيم التي غرست سنصل حتما إلى دولة القانون الجمهورية اليمنية الإتحادية المجد و الخلود لروحك الطاهرة و لشهداء الكرامة و العزة و الشفاء للجرحى و النصر للوطن . لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet