وجع أخضر مثل برعم في يوم ربيعي. كيف يمكن للوجع أن يخضر ويعشش في انفسنا كل هذه السنوات؟ تسير حياتنا بشكل روتيني لكنه ثقب اسود كوني داخل تلك الأنفس يسرق منها الضوء. أوجاع مورقة تتفرع لتزيد وتنتشر في حالة انتظار عدمية- للذي يأتي ولا يأتي ، يحدث ولا يحدث. نقنع بهذا الركود على أمل إلا يحدث الأسواء وجع يعصر احشاؤنا ثم ينتشر بوخز مؤلم كمرض مستعص لاعلاج له. ماذا سيأتي به القادم؟ يشاع أن الذي يقال أصبح مشاعا ومعروفا ولا شيء يخفى بضم الياء الاولى ونصب الألف المقصورة في الاخير وذلك لسهولة نشر الخبر عن طريق" الميديا" المتقدمة وان حتى اخبار الغد تصبح معروفة النتائج. الا في لحاء اوجاعنا الخفية فإن العكس هو الصحيح فكل شيئ هو "خفي بذاته "كما يقال في أسلوب الجدل أو المنطق الفلسفي اللغوي . وجع مجهول المنبت او الداء لمن يعيش بعيدا جدا عن السلطة والجريمة والسياسة والمال والاحتيال ووووووو وكل بؤر الأطماع ومخازن المصالح وسراديب المافيات" السرية. وما نحن الاغلبية الموجودة التابعة في هذا الوسط الا مسيرون لا مخيرون. نسير كأنا في حفلة تنكرية ليلية لايشرئب لها نهار ، نرتدي اقنعتنا بالوان ايامنا وهكذا لايرانا من يقبضون "المغالق" إلا كانعكاس لألوان باهتة في انعكاساتها لابرانا من يحبكون مدافن اوجاعنا ويحيكونها إلا تكرار ابيض أو اسود أما مشتقات هذين اللونين فلا قيمة تذكر لها. في ثقافة بعض الشعوب يصب معدن الرصاص لقراءة الطالع "الفال" وقراءة القادم من الايام وفي ثقافتنا يتوارث صب الرصاص فوق اوجاعنا ليزيدها حرقة وألم ويضيع حساب القادم من أعمار أطفالنا وطالع مستقبلهم. وجع مينع متفتح يلمع قيحه كل يوم بدون اية بشارة للشفاء أو شارة للامل. كيف تمكنت منا اوجاعنا إلى هذا الحد؟ كيف باعدت أنصالنا بين اوصالنا فأصبحنا لانرى نزيفها؟ كيف اعميت قلوبنا لندخل في دائرة الإدمان المخدر للتعايش مع الوجع المزهر كل يوم المتفرع بين دقيقة والثانية. في العوالم المتقدمة تناقش أحقية من يعاني من مرض لاشفاء منه في أحقية اختيار موته من حياته فكيف سنختار لاوجاعنا نهاياتها؟. بالموت أم بالحياة؟. ... لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet