يصر الوسطاء الدوليون على اعادة بِنَا جسور الثقة بين أطراف النزاع ومن ثم الانتقال الى وضع الحلول وفق المرجعيات المتفق عليها عبر الحوار ، ويصر طرف الشرعية على تطبيق المرجعيات الرءيسية وتنفيذها بدون قيد او شرط وهي المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني والقرارات الدولية ذات الصِّل ويصر الطرف الانقلابي على إسقاط هذه المرجعيات على ارض الواقع برغم المناورة بالتعامل الشكلي مع المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار والقرارات الدولية ذات الصِّلة . اي عاقل لا يتوقع ان تعود الحلول الى وضع ما قبل 21 سبتمبر 2014م الا في حالة حسم المعركة على الارض فإما ان ينتصر طرف الشرعية ويفرض المرجعيات الثلاث او ينتصر الطرف الاخر ويسقطها اي المرجعيات الثلاث وهذا مستبعد اي ان طرفي المعركة ومن وراءهما الحلفاء الإقليميين غير قادرين على حسم الصراع عسكريا على الارض لصالح احدهما. اما الطرف الدولي مهما اصدر من قرارات تدين هذا الطرف او ذاك تناصر احدهما فليس لديه الاستعداد ان يلعب دور الشرطي ويفرض قراراته بالقوة على الطرفين وهو ما كان يجب ان يكون لكنه يتشدد في القرارات والألفاظ ويستخدم( المرونة المنفلتة) في الوساطة والحوار لأمرا ما في نفس يعقوب . لذلك نحن امام سيناريوهات ثلاثة 1. الحسم العسكري على الارض لصالح احد الأطراف ويبدو مستبعد على الأقل في القريب العاجل نتيجة لتوازن القوى فطرف الشرعية والتحالف يعاني من عدم التجانس وتغول الفساد في صفوفه ولا يمتلك (حامل سياسي موحد) قادر على حشد الطاقات جميعها من اجل المعركة برغم تفوقه العددي والعسكري والمادي. وسيطرته على مناطق انتاج الثروة النفطية. الطرف الاخر المقابل يتمتع بوحدة داخلية اكثر الى حدا ما ويسيطر على العاصمة ومناطق الثقل السكان لكنه ايضا يعاني من الفساد وغياب المشروع الوطني الجامع ولو ان قضية ( العدوان ومواجهته ) خدمته كثيرا في الحشد الشعبي الا ان مشروعه السياسي غير مقبول محليا واقليميا وهذا ما يجعله بعيدا ع تحقيق انتصار عسكري حاسم ووحدته الداخلية قد تتهشم قريبا مع ظهور تحالفات جديده يكون الموتمر الشعبي العام والرئيس السابق صالح قد انتقل الى وضع تحالفي جديد يوفر له تحقيق بعض أهدافه . الحرب أوجدت طبقة سياسية من أمراء الحروب اثرت بشكل غير معقول وبسرعة قياسية من الطرفين ومن مصلحة هذه الطبقة او بالاصح الفئة استمرار الحرب لا وقفها. 2. السيناريو الثاني : إيجاد صفقة سياسية بين التحالف العربي والشرعية والمؤتمر بقيادة صالح والعودة الى المحاصصة وتطبيق جزءي لبعض مخرجات الحوار الوطني من اجل الحفاظ على ماء الوجه للشرعية وعودة معظم عناصر النظام القديم الذي ترغب فيه ظمنيا دول الإقليم وبالذات التحالف الذي ترفض انظمته قيام نظام تعددي سياسي ديمقراطي حقيقي في الجوار لكنها لا ترغب ترك حديقتها الخلفية (اليمن )مسرحا ومنطقة نفوذ متقدمة لخصمها ايران وكذلك اختلاف الأهداف في اليمن لاعضاء التحالف وهذا السيناريو هو الاقوى والأكثر احتمالا لكنه يؤسس لازمات وطنية لاحقة ولعدم استقرار في المنطقة ككل. 3. السيناريو الثالث هو الحل بمساعدة الاممالمتحده ، وهذا سيناريو لا يجب الركون اليه لان الاممالمتحده تدير النزاعات في الغالب ولا تحلها حل جذريا. هذا السيناريو يؤسس لحرب أهلية واقليمية طويلة الامد لان الاممالمتحدة لا تنوي استخدام القوة في فرض الحل بقدرما تجعل المراوحة وتعدد أوجه واشكال الطرق الممكنه للحل بعيدة المنال وهو ما يجعل جميع الأطراف في وضع ( محلك سر) وتغليب الجانب الإنساني على الجانب السياسي في الحل لا يبشر بخير أبدا لان السبب السياسي هو ما اوصلنا الى مانحن فيه من كارثة إنسانية . نرجو السلامة لشعبنا ولأمتنا والهداية للنخب السياسية. [email protected]
..... لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet