يتجه العالم اليوم الى اتاحة الفرصة للشباب للعب ادوار كبيرة في العمل العام, ففي عالم يموج بالتوترات والتحديات الغير مسبوقة قررت الكثير من الشعوب ان على الشباب ان يكونوا مفاتيح التحرك لضمان عيش اَمن وكريم, وحسمت الجدل القديم حول ايهما اكثر اهمية : حماس الشباب ام حكمة وخبرة الاكبر سنا؟ والاجابة لديهم كانت واضحة, لاغنى عن هذا وذاك ! رئيس وزراء كندا ورئيس فرنسا ورئيس وزراء بلجيكا ووزير الخارجية النمساوي, كلهممابين منتصف الثلاثينات ومنتصف الاربعينات, مؤسس فيسبوك وجوجل والاسواق الالكترونية الكبرى كلهم شباب في مقتبل العمر, والامثلة كثيرة جدا على المساحات الكبيرة في السياسة والاقتصاد والعمل العام التي اعطي للشباب دور كبير ومؤثر فيها. في بلادنا وفي ظل هذا الظرف التاريخي البالغ الحساسية والصعوبة, وفي خضم المعاناة الكارثية التي تعيشها اليمن ويقاسيها اليمنيين, يمثل الشباب النسبة الاكبر في الشعب اليمني ويفترض ان يمثل هذا الشباب مفتاح رئيسي للحل وللاستقرار, ابناء هذا العصر الذين لايحملون على كاهلهم رؤى واشكاليات وحسابات قديمة وباليه, الطاقة والامل والفرص المتجددة التي يمثلها الشباب, كل هذا تحتاجه اليمن وبشده وخصوصا في هذه الفترة الصعبة. ان التشبيب لا بد ان يترافق بالية تهيئة وتنشئة سليمة, واليات اختيار وانتقاء دقيقة, وللاسف فان واحده من اكبر اسباب كلما نعانيه ان اليمن ولسنوات طويله جدا لم تقم بأي عملية تأهيل وتهيئة لاجيال جديدة من العاملين في العمل العام, وهذا خلق فراغ تسبب في سلسلة الصراعات التي دخلت فيها اليمن, وتسبب ايضا بأن الوجوه الشابه التي لعبت ادوار في المشهد العام في اليمن كانت في احيان كثيرة غير موفقه بسبب غياب الية التهيئة والية الانتقاء السليم. العمل العام هو مصالح الناس, حياتهم ومعيشتهم, صحتهم وتعليمهم, وفي مثل ظروف اليمن فإن العمل العام الذي اتمنى ان ينشط فيه الشباب ليس فقط ساحات العمل السياسي بالمعنى التقليدي في اليمن, بل وفي ساحات العمل العام فيما يخص الاغاثة وتخفيف الازمات المالية وايجاد حلول وبدائل للاوضاعالمعيشيه الصعبة ومكافحة الكوليرا واستعادة التالَف الاجتماعي قدر الامكان. في اليمن...يصيغ المشهد السياسي بنزاعاته وصراعاته ومختلف توجهاته, سياسيين متقدمين في السن ويمارسون السياسة والسلطة منذ الخمسينات والستينات حاملين معهم رؤية وإرث ومشاكل وصراعات تلك الحقب المختلفة التي عاشوها في مختلف التيارات السياسية اليمنية, فيصاغ وفقا لافكار ورؤى قديمة لم تعد صالحه وتمثل عقبه حقيقية في طريق اي حل. من المهم ادخال العنصر الشبابي بصورة اكبر في التفاعلات اليمنية على كل المستويات, ليس فقط الشباب من الاشخاص بل والافكار الشابة والرؤى الشابة والبرامج الشابة والمؤسسات الشابه, لنضع جانبا الافكار والرؤى والبرامج العتيقة والتي نستخدمها دون كلل من عشرات و احيانا مئات السنين في دوامة فشل متواصلة, فبقدر ماتحتاج اليمن لتشبيب في الكوادر فهي بحاجة لتشبيب رؤاها وبرامجها وخططها. ان هذا المشهد الذي يصاغ اليوم, سيعيشه الشباب اليمنيين واقعا بعد عشرة او عشرين سنة, سيتحملون حينها كامل تبعاته ويتعاملون معه وهم لم يشاركوا لا برأي ولا جهد في صياغته اساسا, وكل من يصيغه اليوم سيكون وقتها في اغلب الظن قد وافته المنيه ولن يعيشه معهم! افسحوا قليلا لشباب اليمن واعطوهم الفرصة عبر القنوات السليمة ليلعبوا دورا في تسيير الشأن العام ولعب ادوار اكبر في محاولة الوصول الى حل للمشكلة وانهاء المعاناة اليمنية فهم في الاخير من سيعيش النتائج والمستقبل. ... لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet