بعد فترة من التجاذبات والحراك السياسي اتفق اليمنيون على تسمية رئيس الحكومة الجديد الدكتور معين عبدالملك سعيد الذي يحظى بتقدير جميع المكونات السياسية ويتمتع بعلاقات طيبة مع دول التحالف، لذا نبارك له نيله هذه الثقة من القيادة السياسية ممثلة برئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي ودول التحالف العربي وكافة الأحزاب والتنظيمات السياسية والمدنية . في البداية وقبل أن نخوض الحديث أود أن أقدم شكري لدولة رئيس الوزراء السابق الدكتور أحمد عبيد بن دغر فخروجكم من الحكومة ليس انتقاصاً من قدركم، ولا إتهاماً لعجزكم، إنما كنتم جنوداً للوطن وحراساً للجمهورية رغم الظروف والتحديات، فبالأمس خدمتم في موقع رئاسة الحكومة، وبلا شك غداً ستخدمون الوطن من أي موقع يناديكم . حقيقةً لأبد أن نتحدث وبشكل سريع عن المسؤولية التي تقع على عاتق رئيس الوزراء الجديد الدكتور معين عبدالملك وحجم التحديات التي تعصف بالبلد سوىً في الجانب الإقتصادي أو الأمني او فيما يتعلق بملف المغتربين اليمنيين و العالقين في كل بقاع الأرض، إضافتاً إلى المهام الأكبر والأسمى وهو الحسم وإنهاء الإنقلاب وإستعادة الدولة بكل مؤسساتها العسكرية والمدنية، والعمل الجاد وبشكل واسع في كل المحافل والمنابر لتعرية هذا الإنقلاب الفاشي امام العالم . هُناك الكثير من التحديات والملفات الساخنة امام دولة الدكتور معين وربما يكون في موقفٍ لا يُحسد عليه، لكنها مسوؤلية لا يتحملها إلا رجلً فدائياً يُحب هذا الوطن بأرضه وإنسانه ويصون كرامته وعرضه، ويحفاظ على أصالة العلاقات التاريخية مع دول الجوار، ويُلبي آمال وأحلام الأجيال القادمة. لقد شاهدنا الأبواق المناطقية التي خرجت من خلف ستار المنفى فور صدور القرار الرئاسي بتسمية رئيس الوزراء الجديد، واكتشفنا كمية الحقد التي تتمتع بها هذه الأبواق، لا أعلم ما المانع لديهم من تولي هذا المنصب شخصية تنحدر من فئة الشباب ومن مدينة تعز تحديداً.! اليس من حق اي مُواطِن يمني ووفقاً للدستور أن يتولى أي منصب كان، دون النظر إلى البيئة التي أتى منها !؟ خصوصاً وان الدكتور معين يحظي بحترام الجميع . لكننا لن نهتم لتلك الألسنة المأجورة التي تقفٌ حجرة عثراء أمام تطلعات وأحلام اليمنيين من شمال الوطنَ إلى أقصى جنوبه . أنطلق أيها المُعان بأمر الله وستجد الكثيرٌ من المُعينين لك، وضرب بعصاة القانون كل مخترقٌ وعابثٌ وعائق، وأعلم أن قسمك هذا، شهدت عليه الأمة بأسرها، فكن بارّا بقسمك محافظاً على تطبيق القانون، مستمدًا ذلك من قوة الشعب وثقة القيادة الشرعية ودعم الأشقاء بالتحالف العربي، ولا تنجرف وراء الأهواء ال (قبلية- طائفية- حزبية- فئوية)، وكن وفياً للوائح والنُظم والقانون، ومنصفاً تضع الحقٌ في موقعه ومكانه . وأعلم أن النجاح لا يأتي إلا بختيار الكوادر الشابة والإستشاريون الافذاذ، الذين يتمتعون بالخبرات التراكمية والإنتماء الوطني، وهؤلاء هم أولئك الذين يولدون مَن رَحِم المعاناة حصراً، ويُدركون حجم التحديات الجسيمة، ليبدأ العمل الدؤوب بعيداََ عن ثقافة الارضاء والمماتعة، كي نخرجٌ بالوطن والإنسان من عنق الزجاجة. حذاري من ضياع المزيدٌ من الوقت وهدره بالمناكفات السياسية التي تحرق الأخضر واليابس، وما أنا لك هنا إلا مُحِبّا وناصحً .