يحتفل العالم ب يوم الأممالمتحدة العالمي الذي يصادف يوم الأربعاء بتاريخ 24/ تشرين - أكتوبر/2018م والذي خصصت الأممالمتحدة اليوم الرابع والعشرين من اكتوبر من كل عام يوم عالمي للاحتفال بعيد الأممالمتحدة والذي يصادف الذكرى السنوية لبدء إنفاذ ميثاق الأممالمتحدة في عام 1945حيث ظهرت الأممالمتحدة على الساحة الدولية بعد توقيع غالبية دول العالم بما في ذلك الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن على هذه الوثيقة التأسيسية ومازال العالم يحتفل بيوم 24 تشرين الأول/أكتوبر من كل عام بوصفه يوم الأممالمتحدة منذ عام 1948. وفي عام 1971م أوصت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تحتفل الدول الأعضاء بهذا اليوم بوصفه يوم عطلة عامة بموجب قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم (2782) في عام 1971م ضمن اسبوع الأممالمتحدة الذي يمتد من يوم 20/أكتوبر الى يوم 26/أكتوبر من كل عام . في عامنا هذا 2018م مازالت آمال شعوب العالم وأحلامه معلقة بطموح يعانق السماء في منظومة الأممالمتحدة كمنظمة دولية إنسانية سياسية أنشأت في منتصف القرن الماضي لاطفاء نيران الحروب وصناعة السلام وتخفيف الآم وأوجاع البشر وايقاف انتهاكات حقوق الانسان في جميع انحاء العالم بلا استثناء ولا تمييز فالانسان هو الانسان ولكن ؟ نتسائل اليوم وتتسائل شعوب العالم الذي يعتبر ضمن اسبوع الأممالمتحدة العالمي تساؤل هام : أين دور الأممالمتحدة المأمول وهل مازالت في نفس مسار ميثاق تأسيسها أم انحرفت في دهاليز السياسة والروتين الوظيفي الممل ؟ للأسف الشديد أن الأممالمتحدة تذوب مع مرور الأعوام باستمرار مثل قطعة سكر في كأس شاي ساخن حتى نخشى أن تتلاشى هذه المنظومة العملاقة بخبراتها وتجاربها الطويلة . تردد الأممالمتحدة وتراجعها عن اتخاذ قرارات مصيرية وهامة لايقاف تدهور الاوضاع الانسانية الذي تنهار بسرعة وعدم قيامها بدورها وفقاً لصلاحياتها المزبورة في ميثاق تاسيسها الذي شارك العالم في تأسيسها ومنحها الثقة الكاملة في ادارة العالم بحيادية وانسانية واستقلال بعيداً عن الاقطاب والاستقطاب هذا التردد والتراجع هو ما يفقد الأممالمتحدة ثقة العالم فيها وأصبحت الأممالمتحدة فقط وسيط سلام لاصانع سلام متفرج على انتهاكات حقوق الانسان وصانعه تقارير عنها لا كابح لجماح المنتهكين ولجمهم عن الايغال في دماء الانسانية المذبوحة . للأسف الشديد تحولت حروب العالم التي تدمر الأنسان الى احجار في رقعة شطرنج يحركها الأقوياء لتحقيق مصالحهم ويتساقط الضعفاء الابرياء والأممالمتحدة عمياء لاترى بكماء لاتتكلم صنجاء لا تسمع . وضمير العالم نائم بعمق شديد فمتى يستيقظ ليوقف مذابح الحروب في العالم جميعها بلا تمييز ولا استثناء . على الأقل ان لم تستطيع الاممالمتحدة ايقاف مذابح حقوق الانسان على الاقل عليها ان تدق ناقوس الخطر وأن تبدأ باجراءات عاجلة وفورية لايقاف سقوط العالم في دماء ضحايا انتهاكات منفلته بلاضوابط ولامسائلة ولاعقاب ولا انصاف وعدالة لضحايا تلك الانتهاكات التي يعتبر استمرارها وصمة عار في جبين العالم وفي جبين الأممالمتحدة . وسيلة اشعال الحروب لتحقيق أهداف سياسية اصبحت من الماضي السحيق وانطوت بانطفاء الحرب العالمية الثانية بأهوالها وضحاياها والذي انشأت الأممالمتحدة على أنقاض تلك الكارثة الانسانية لتوقف تكرارها باجراءات حازمة ووفقاً لصلاحيات كاملة بلا انتقاص ووفقاً لما خول ميثاق الاممالمتحدة وفقاً لفصولة السابع والتاسع وغيرها فلماذا لاتوقف الأممالمتحدة الحروب في العالم ؟ سؤال كبير جداً وغريب جداً وكأنك تسأل نجار لماذا باب منزلة الخشبي مكسور وخياط يلبس ملابس ممزقه ؟ مبرر وجود الأممالمتحدة وتخصيص مليارات الدولارات موازنة سنوية لها ولمنظماتها وفروعها في العالم هو من أجل ايقاف الحرب وايقاف تدهور الاوضاع الانسانية فاذا لم تتوقف الحروب ولم يتوقف تدهور الاوضاع الانسانية في العالم نكون أمام فقدان الأممالمتحدة مبرر وجودها وتضعضع ثقة شعوب العالم فيها . من العجيب أن الأممالمتحدة كمنظومة عالمية مازال يحكمها الخمسة الأقوياء الذين انتصروا في الحرب العالمية الثانية والمسيطرين على رأس الأممالمتحدة مجلس الأمن الدولي هذه السيطرة والتحكم ليست مميزة لتلك الدول الخمسة بل هو عبء كبير يصعب على تلك الدول الخمسة تحملها فلماذا لا يعاد هيكلة الأممالمتحدة وتفكيك مجلس الأمن او اعادة النظر في الية عملة لتكون الية عالمية للعالم كلة بلا استثناء من انتصر في الحرب ومن انهزم ومن لم يشترك حتى فيها الجميع متساوون وهذا اهم مباديء الأممالمتحدة فهل تطبقها على نفسها قبل ان تطبقها على الآخرين ؟ البعض يفسر ذلك بأنه اخفاق وعجز وفشل والبعض يرمي تهم متعددة ضد الأممالمتحدة بأنها تتاجر بحروب العالم لرفد خزائنها بالاموال والبعض يحلل ويشخص لك ويقول بأن شمس الأممالمتحدة على وشك الأفول وانها اصبحت شيء من الماضي ومن التاريخ لان كل شيء يتطور في العالم ماعدا الأممالمتحدة لم تتطور وتنهار بسرعة واصبح وجودها شكلي فقط لامضمون ولاموضوع فيها ولا انجاز وووو تساؤلات تملأ العالم بمجرد ذكر الأممالمتحدة الجميع ينتقدها الضحية والجلاد القاتل والمقتول لماذا لماذا ؟ هذه التساؤلات نرجوا أن تجيب عليها الأممالمتحدة في عيدها العالمي بشفافية مطلقة يجب ان تقف الأممالمتحدة وقفة جادة وصادقة لاعادة تقييم دورها لتشخيص فشلها وإخفاقاتها ومصارحة العالم بالاسباب والشروع في معالجة سريعة وجادة لها لتفعيل دورها في الواقع المؤلم وليس فقط في مكاتب للتنظير فقط قبل ان تفقد شعوب العالم كامل ثقتها فيها وتنهار المنظومة . وفي الأخير : أتقدم بجزيل التحية والتقدير الى منظومة الأممالمتحدة وجميع موظفيها وكوادرها ومتطوعيها في العالم بمناسبة اليوم العالمي للأمم المتحدة ونرجوا من قيادتها وفي مقدمتها أمين عام الأممالمتحدة بأن يواكب احتفالها بعيدها لهذا العام 2018م بتشكيل لجنة تقييم فنية واقعية لدور الأممالمتحدة في جميع ملفاتها في العالم وتضييق الفجوة بين ميثاق الأممالمتحدة وواقعها اليوم . نخشى أن تنهار منظومة الأممالمتحدة اذا ما استمرت في ممارسة دورها السلبي والركيك وادارتها الفاشلة لجميع ملفاتها في العالم يجب ان تكون الأممالمتحدة في مستوى أمل وطموح شعوب العالم فيها كصانعه سلام وطفاية حروب في العالم لامبرر لاستمرار الحروب ولامبرر لاستمرارية بقاء الاممالمتحدة في جو يخنق العالم رائحة بارود الحروب المدمرة وانتهاكات حقوق الانسان البشعة من المؤسف انهيار هذه المنظومة العالمية الهامة . نتمنى أن يكون ماقبل احتفالية الاممالمتحدة في عيدها لعامنا هذا مختلف جذرياً عن مابعده وأن يكون هناك تغييرات جذرية وطموحة وقفزة جريئة لتفعيل قوة الأممالمتحدة الانسانية والسياسية والخروج من الحياد السلبي المتمثل في التوقف عن اي نشاط ايجابي والشروع في حياد ايجابي بالعمل في جميع ملفات العالم بالية واحدة بلا تمييز ولا استثناء وبنشاط متسارع بلاتوقف . الجميع سيستمر في انتقاد الأممالمتحدة وقد يتحول الانتقاد الى لعنات يصبها ضحايا الحروب والانتهاكات ان لم تقوم الأممالمتحدة بدورها بشكل كامل ووفقاً لصلاحياتها المستمدة من ميثاق تأسيسها بايقاف جميع انتهاكات حقوق الانسان في العالم الذي يعتبر التزام عالمي عليها أن توفي بمالتزمت به ونجدها فرصة جيدة ومناسبة للدعوة الى تصحيح مسار الأممالمتحدة في عيدها ليكون يوم الأممالمتحدة العالمي وقفة للتقييم والمعالجة