عصر الخميس وانا اشارك احد الأصدقاء والأقارب فرحته بمناسبه الزفاف الميمون محافظة إب منطقة الجمري مبعثرا أخلاقي المفرطة بين الحاضرين رأيت ما اوجعني واصابني بغصه كانت كفيلة بقتلي وجعا وحسرة اوجعني ... رؤيه أحد التربويين وكبار المدرسين القدماء الذي كان له الفضل يوما ما في تعليمنا وهو يتربع صامامنا في زاويه محصورة ملتزما الصمت وكأنه ينتظر عزرائيل بشوق ولهفة ليقبض روحه مستسلما لواقع مر كدر عيشه . اوجعني ..رؤيه الحزن والغم تتفجر من عينية وهو شارد الذهن فما ان تمعنت في ملامحه شعرت باختناق افقدني الحركة للحظات فتذكرت انه استاذي وكنترول المدرسة التي ترعرعت فيها في الابتدائيه والإعدادية في محافظة إب قبيل 18 سنة تقريبا فسارعت إليه وعرفته بنفسي وعرفني وسالته عن وضعه فأكد انه مازال في نفس المدرسة وأفاد لي ان مرتبه 20 الف من الطلاب كل شهر فقط عندما سألته طبعا عن وضعه المعيشي صمت ولم يستطع الحديث. هذا التربوي القدير افنى كل عمره في مجال التربيه والتعليم افنى عمرة لأجلي واجل مئات الأجيال التي تخرجت على يديه . المهم بقيت انا وهو وابنه وصاحب البيت فقط وانا انتظر خروج الجميع للحوار معه بفضول ايجابي كعادتي عن حياته وذكريات المدرسة وووالخ وقبل ان اغادر مقهورا وكان على صدري صخرة افقدتني القدرة على الكلام قام الأستاذ العملاق ر.ا بصحبه ولده بجمع بقايا علب الماء الفارغة على استحياء مني. طبعا لبيعها في السوق بفتات المال لسد جوع أولاده ثم شرع بأخذ المكنسة لكي يقوم بتنظيف هذا المجلس حينها وانا اعجز عن الحديث من الوجع اقسم بالله اني تمنيت ان تسقط السموات على الأرض قبل ان ارى هذا الموقف بل حبست عبرات خنقتني لو تفجرت لاغرقت الارض بمن عليها واكتفيت فقط باخذ رقمه والخروج بلا شعور ولا وعي فاقدا لذاكرتي لحظيا ... وجعي على وطن لم يحتظن المعلم والمربي والموجه لعنتي على حكومات جعلت من اللصوص مسؤلين على حقوق امثال هولاء المعلمين واعتمدت للشيخ مبالغ باهضه ليعبث بمدخرات وطن وشعب لعنتي على وطن يجحد امثال هولاء التربويين ويعبث بحقوقهم ويمد يده للطغاه والفاسدين ويرفع شأنهم لعنتي على وطن الذي اهان المدرس والطبيب والمهندس والطالب ورفع من شأن ابن الشيخ والمسؤل واولاد الراقصات ورواد الدعارة. لعنتي على وطن لم يكفل لهولاء المعلمين حقهم في العيش بكرامة وسلبهم حق الحياة باستقرار. اقسم أستاذي انك حطمت كل امالي بمستقبل مشرق ووطن يستحق ان نضحي لأجله!!! حسبنا الله ونعم الوكيل