من المؤسف ان يتحول التعليم الى أداةٍ خبيثة تحول المتعلم الى وحشٍ بلا وعي تقوده أطماع أباطرة الصراعات الى محارق لا حد لها! أن تذهب به دروسٌ فئوية الى طريقٍ لا يمثله ولا يمثل وطنه، وأن يصبح مجرد آلة تردد ما تم تلقينه لها في سراديب العلم المختطف الذي لا يبني مستقبلاً ولا يحفظ جيلاً بل يهدم ويجهض ويزهق. حين يصبح التعليم طائفياً لا يفيد طالب العلم بل يفيد الطائفة، ويصبح مصير هذا الطالب محزناً وهو يتلقى كلماتٍ وعباراتٍ وجمل تزيده جهلاً بدلاً من ان ترفعه درجاتٍ في العلم.. مصيرٌ مرعب، تبنته هذه الحرب، وجعله التشظي الذي نعيشه واقعاً لا بد منه. مصيرٌ عززه الضياع الذي تغوص فيه بلادنا منذ اعوام، وزاد من فرصه غياب الدولة الجامعة التي تحتوي الجميع وتستوعب الكل، دولةٌ نستظل بظلها دون تفاوت، فننهل علماً يناسب الجميع، ويحمي الاجيال، ولا يحتكر العقل ويصادر التفكير وينبذ الاختلاف. علم حضاري يُخرج جيلاً يحيا ليبني، وجيل يحمل الحياة ويسقط أي مشروعٍ يقضي على آمال الأوطان.. من المؤسف ما وصل اليه حال التعليم، ومن المؤسف اكثر إلى أي أيديٍ وصلت ادمغة أجيالنا.