عند النظر للوضع الحالي بعد سقوط عدن نهائياً بيد المجلس الانتقالي نرى ان الشرعية برئاسة عبدربه منصور هادي، وعلي محسن والدكتور معين فقدت أهم الأسس التي تقوم عليها أي دولة في العالم متمثلة في الأرض، والسيادة، والاعتراف الدولي، من خلال التالي: أولا: في مايخص الأرض: الحضور الشكلي للشرعية في الجنوب قبل الأحداث الأخيرة في عدن كان يحفظ لشرعية هادي ماتبقى من شرعيتها الشكلية أمام الشعب والمجتمع الدولي. ولكن شرعية هادي لم تعد لديها الآن أرض مسيطرة عليها فالجزء الأكبر من الشمال بيد الحوثيين، ومحافظة مأرب وجزء من تعز بيد الإصلاح وأغلبية مناطق الجنوب بيد المجلس الانتقالي، وما تبقى من الأراضي اليمنية تحكمها الشرعية شكلياً وبعض المديريات الصغيرة تحت نفوذ القاعدة أو القبائل التي تُسير أمورها بنفسها. أما في ما يخص السيادة: قيام الشرعية باستعادة سيادتها على الأراضي اليمنية طريقه بعيد جدا وسيتطلب ليس إضعاف واستقطاب القوى الداخلية فقط مثل المجلس الانتقالي والحوثيين والإصلاح والمؤتمر بل الوصول إلى اتفاق مع اللاعبين الإقليميين مثل السعودية والإمارات وإيران يقضي بوقف الدعم للقوى الداخلية خارج إطار الشرعية ووقف التعامل مع اليمن كساحة حرب لتصفية الخلافات الإقليمية وهذا من الصعب جدا حصوله الآن وربما يكون أصعب في السنوات القادمة إذا لم تتواصل الأطراف الداخلية إلى اتفاق يقوي الشرعية الحالية أو يستبدلها بشرعية جديدة كما نتج عن المبادرة الخليجية. أما في ما يخص الاعتراف الدولي: على الرغم من اعتراف المجتمع الدولي بشرعية هادي شكلياً يضل اعترافهم وتعاملهم ودعمهم للقوى الداخلية أقوى لأن القوى الداخلية الأخرى أثبتت أنها أجدر في تحقيق أهداف الخارج، فالحوثي استطاع تحقيق هدف إيران بخلق تهديد حقيقي لدول الخليج وأهداف أمريكا في محاربة القاعدة في البيضاء ورداع، والمجلس الانتقالي الجنوبي أثبت قدرته في تحقيق أهداف التحالف في طرد الحوثيين من الجنوب ومحاربة القاعدة في أبين وحضرموت وشبوة والتصدي لأي توسع جديد للحوثيين والمشاركة في حماية الحدود السعودية، وطارق عفاش نجح في تشكيل تهديد حقيقي لتحرير مدينة الحديدة من الحوثيين، أما الشرعية ففشلت في جميع ما قامت به الأطراف الأخرى واكتفت بتقديم الغطاء الدولي لعمليات التحالف في اليمن. ما تقدمه الشرعية لم يعد مرضيا لا للمواطن اليمني ولا لدول التحالف ولا حتى المجتمع الدولي، ومن الصعب التأمل بأن الشرعية ستستطيع تغيير سياساتها وقياداتها للعمل على استعادة الأراضي من القوى الداخلية أو تحقيق أهداف الخارج في محاربة القاعدة والحوثي وتأمين المياه الدولية. لذلك فرص إعادة الشرعية إلى الواجهة ضعيف جدا بدون تحالفات جديدة مع المجلس الانتقالي والمؤتمر الشعبي العام. فالتفاوض مع المجلس الانتقالي للوصول لشراكة حقيقية للمجلس الانتقالي وفي المقابل يسمح بتواجد الشرعية في الجنوب هو أسهل الطرق لتتمكن الشرعية من تواجدها على ألأرض ورجوعها للعاصمة عدن. وكذلك التحالف مع المؤتمر الشعبي بجميع مكوناته في الداخل والخارج سيساعد على تأمين قاعدة شعبية وسياسية لدعم الشرعية في ظل التذمر الداخلي والخارجي للأداء الحالي للشرعية. ليتحقق التحالف الجديد، ستضطر الشرعية للتنازل عن نصف الحقائب الوزارية للمجلس الانتقالي والمؤتمر الشعبي وتقليص نفوذ الإصلاح داخل الشرعية، وإذا رفضت فستكون هذه نهاية سيطرتها على الجنوب وعملها السياسي وهي تقريباً نفس النهاية التي حدثت في صنعاء، هذا إذا لم يشترط الحلفاء الجدد والتحالف استبدال نائب الرئيس بشخص غير محسوب على الإخوان المسلمين وإعادة هيكلة جيش الشرعية المتهم بأنه وهمي ومسيطر عليه من الإخوان ليتمكن من تحقيق أهداف التحالف في محاربة الحوثي والقاعدة وتأمين المياة الدولية.