تتردد منذ فترة أخبار وتسريبات غير مؤكدة تتحدث عن إقدام الرئيس علي عبد الله صالح تغيير ثلاثة محافظين لمحافظات الضالع ولحج وأبين وأنه وحسب مصادر شبه مؤكدة ل" التغيير" استدعى نهاية الأسبوع الماضي بعض قيادات السلطة المحلية والحزب الحاكم في هذه المحافظات إلى العاصمة صنعاء لمناقشة هذه التغييرات والأسماء المطروحة لاختيار محافظين منهم لهذه المحافظات , ومن ثم يصدر قرار جمهوري بتعيينهم خلال الأيام القليلة القادمة , وبالفعل فقد نشرت بعض المواقع والمنتديات أسماء شخصيات قيادية جنوبية سابقة كوزراء بعد الوحدة ومحافظين بعد حرب 1994م . ويأتي إقدام الرئيس على هذا التغيير بحسب مراقبين لفشل هؤلاء المحافظين منذ انتخابهم والأصح تعيينهم في مايو 2008م , وحتى الآن من احتواء الحركة الاجتماعية المتصاعدة والمتنامية للحراك السلمي الجنوبي في هذه المحافظات وتعتبرها السلطة محافظات نواة الحراك والدينمو المحرك للحركة الاحتجاجية . سياسيون في هذه المحافظات اعتبروا هذه التغييرات وان صحت فهي مؤشر عن حالة تخبط يعيشها النظام اليمني منذ فترة , وكانت نتيجة طبيعية لسياسته الخاطئة التي انتهجها النظام بانفراده بالسلطة والقرار والحكم بالأزمات وغياب المشاريع الوطنية لدية على اعتبار السياسيين , الذين أشاروا إلى أن أن هذا التخبط يتمثل في دعوة الرئيس التي أطلقها أكثر من مرة حول قيامة بإجراء إصلاحات سياسية واسعة تعطى للمحافظات حكم واسع الصلاحيات . بهذه التغييرات للمحافظين الذين يفترض أن يكونوا قد وصلوا إلى هذه المناصب عن طريق الانتخابات في مايو 2008م حتى وأن كانت انتخابات قد جرت بطريقة التعيين المركزي . واستبعد السياسيون بأن يغير التعيين بقرارات جمهورية من الوضع في هذه المحافظات والجنوب شيئاً ، مؤكدين أن الحراك سيتصاعد وأشكال نضاله ستتغير وتأخذ الطابع التصعيدي طالما وجوهر المشكلة الحقيقة التي أوجدت الحراك لم تحل , وأضافوا بان صلاحيات المحافظين محدودة وان قيادات الأجهزة الأمنية المختلفة والعسكرية وقيادات أخرى تنتمي سرياً وقبلياً و مناطقياً للنظام والسلطة في هذه المحافظات تمثل الصلاحيات الأكثر في الإدارة والقرار وهذه ما جعل سلطة المحافظين تابعة وأن حركتهم محدودة . بعض قيادات الحراك الجنوبي في هذه المحافظات أبدت تأكيداتها على ان مطالبها قد تجاوزت مطالب الإصلاحات والصلاحيات وان هذه التغييرات أو غيرها من السلطة التي أقدمت السلطة عليها لا تعنيها بشيء وان هدفها واضح هو فك الارتباط وعودة دولة الجنوب سابقاً .