قالت وسائل إعلامية دولية ان السيناتور الأميركي جون ماكين، والذي ترشح في فترة سابقة للرئاسة الأميركية ضد الرئيس باراك أوباما، توقع أن تكون اليمن، والأردن وليبيا مرشحة لاحتجاجات شعبية بعد مصر. يأتي ذلك في وقت دخلت الاحتجاجات في مصر يومها السابع، دعت المعارضة الى إضراب عام وتظاهرات "مليونية" يوم غد الثلاثاء، فيما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن السلطات أوقفت حركة القطارات في البلاد. وأكد الجيش المصري في بيان صحفي انه لن يلجأ إلى استخدام القوة ضد الشعب، ولفت إلى انه يدرك مشروعية مطالب الشعب. وواصل المتظاهرون التوافد إلى ميدان التحرير وسط القاهرة متحدين حظر التجول تمهيدا لمسيرة مليونية غدا الثلاثاء، بينما تتواصل المظاهرات بعدد من المدن في سابع أيام الغضب للمطالبة. ووصل عدد المحتجين بميدان التحرير لاكثر من أربعمائة ألف، وسط دعوة بإقامة مسيرة مليونية غد الثلاثاء ، مع توقع بان تكون هي المرحلة الأخيرة قبل إعلان عصيان مدني شامل. ونظم الجيش عملية الدخول ووقف جنود عند حواجز اسمنتية يفتشون الداخلين للميدان ويطلعون على بطاقات هوياتهم. وانتشر نشطاء عند أطراف الميدان يرفعون لافتات تطالب الجماهير بابراز بطاقات هوياتهم لجنود الجيش "لكي لا تندس الشرطة بيننا ". وانسحبت قوات شرطة مكافحة الشغب من المواجهة مع المحتجين بعد اشتباكات دامية في الميدان يوم الجمعة الماضي. وانهارت خدمات الشرطة في مختلف المدن بعد الاشتباكات الدامية الجمعة. ويواصل المتظاهرون التوافد من مختلف أحياء القاهرة ومن مدن أخرى -رغم وقف السلطات حركة القطارات- إلى ميدان التحرير رغم أن قانون حظر التجول دخل حيز التنفيذ الساعة الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي. وردد المتظاهرون اليوم شعارات وهتافات تطالب برحيل مبارك، كما رددت هتافات رافضة للتشكيلة الحكومية التي تم الإعلان عن تشكليها اليوم وضمت عددا من الوزراء الذين كانوا أعضاء بالحكومة المُقالة. وانتشرت إلى جانب الشعارات والهتافات، الكتابات المناوئة لمبارك على الجدران بأنحاء ميدان التحرير وعلى التماثيل ومنها تمثال عبد المنعم رياض. وخارج القاهرة تتواصل المظاهرات بعدد من المدن بينها المنصورة ودمنهور والإسكندرية التي شهدت مظاهرتين حاشدتين قبل أن تتحولا إلى اعتصام مفتوح، وفي مدينة بني سويف جنوبالقاهرة تظاهر نحو خمسين ألف شخص، بينما تظاهر أربعون ألفا بالفيوم مطالبين بسقوط مبارك. وأعلن التلفزيون الرسمي أن الرئيس وجه رئيس وزرائه الجديد لبدء حوار مع المعارضة, فيما أعلن المحتشدون بميدان التحرير عن تشكيل ما وصفوه ببرلمان شعبي اتخذ عدة قرارات أبرزها تشكيل مجلس رئاسي يضم قاضيين وأحد قادة القوات المسلحة. وقرر البرلمان الشعبي اختيار مجلس لقيادة ما وصفها بالثورة، ويضم ممثلا عن الشبان المتظاهرين ورئيس نادي القضاة السابق المستشار محمود الخضيري, بالإضافة إلى الدكتور محمد البرادعي, ومحمد البلتاجي, وحمدين صباحي, وأيمن نور، وأسامة الغزالي, وجورج إسحق، وأبو العز الحريري. الى ذلك عادت قوات من الشرطة للانتشار في الشارع بشكل حذر, بينما تواصل لجان شعبية عمليات حماية المنشآت العامة والخاصة بالتعاون مع عناصر الجيش التي انتشرت بمعظم المحافظات, وسط قلق مستمر بسبب عمليات سلب ونهب تزامنت مع هروب أعداد كبيرة من السجناء. وذكرت وسائل الاعلام المصرية أيضا ان شركة الطيران الوطنية "مصر للطيران" ستعلق كل رحلاتها الداخلية والخارجية خلال فترة حظر التجول من الساعة الثالثة ظهرا وحتى الثامنة صباحا بتوقيت القاهرة. وقد أدى وزراء الحكومة الجديدة اليمين الدستورية، امام مبارك. وقد اعتقلت السلطات المصرية 6 من الصحفيين العاملين لحساب قناة الجزيرة باللغة الانجليزية من فندقهم بالقاهرة بعد ان منعتهم السلطات من تغطية المظاهرات وقد اطلقت سراحهم في وقت لاحق. كما اعتقلت قوات الجيش نحو 50 شخصا حاولوا اقتحام المتحف المصري في ميدان التحرير لنهبه. من جهة اخرى نقل التلفزيون المصري عن مبارك طلبه من الحكومة التي كلف بتشكليها احمد شفيق اتخاذ الخطوات الضرورية لتعزيز الحريات الديمقراطية وفتح باب النقاش والتباحث مع قوى المعارضة لاعادة الحياة في الاقتصاد المصري. كما طلب مبارك من الحكومة الجديدة فتح باب الحوار مع قوى المعارضة لتطبيق اصلاحات ديمقراطية في المجالات الاقتصادية والتشريعية والقضائية والدستورية والتصدي للفساد بكافة اشكاله بحزم. وبحسب شهود عيان فان الجيش الذي يطوق ميدان التحرير بالدبابات سمح بدخول الناس الى الميدان والخروج منه. وأضاف قائلا ان قوات لمكافحة الشغب لا وجود لها في مؤشر على ذكاء من قبل الحكومة التي تبدي هذه القوات التي لا تتمتع بشعبية بعيدة عن الناس. ومن ناحية أخرى، طفت بوادر انقسام على السطح في صفوف المعارضة اذ يبدو ان جماعة الاخوان المسلمين تراجعت عن دعم الزعيم المعارض محمد البرادعي كمفاوض مع مبارك. وذكر محمد مرسي المتحدث باسم الاخوان المسلمين لبي بي سي "ان الاخوان المسلمين أقوى من البرادعي بكثير". يجري ذلك فيما تواصل العديد من الدول إجلاء رعاياها من مطار القاهرة الذي يشهد حالة من الفوضى. وقد أجلت الولاياتالمتحدة دبلوماسييها غير الضروريين ورعاياها عبر قبرص. ويتواصل الضغط الدولي من أجل التوصل الى نوع من الحلول. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزبرة خارجيته هيلاري كلينتون دعيا الى انتقال "منظم للسلطة " في مصر. وفي غضون ذلك، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الاثنين الرئيس المصري حسني مبارك الى البدء "فورا" في حوار مع المعارضة لادخال اصلاحات حقيقية وتلبية تطلعات الشارع. الى ذلك خفضت وكالة التصنيف الائتماني موديز اينفستر سرفيس الاثنين علامة مصر الى "بي ايه 2" مؤكد انها قد تقوم بتخفيضها مجددا لان آفاق تقدم هذه العلامة يبدو "سلبيا". وبررت موديز في بيان قرارها "بالزيادة الكبيرة والواضحة في المخاطر السياسية" في هذا البلد. من جهة اخرى، قالت وكالة التصنيف الائتماني انها قلقة من ان يؤدي الرد السياسي على الاضطرابات التي تشهدها مصر منذ عدة ايام الى تدهور جديد في المالية العامة "الضعيفة اصلا". واشارت الى ان مصر ستواجه تحديات سياسة واجتماعية اقتصادية قديمة سببها قديم وهي ارتفاع معدل البطالة والتضخم والفقر المعمم.