كشفت مصادر يمنية مطلعة ل"السياسة", أمس, أن التحقيقات التي تجريها أجهزة الأمن في عدنجنوباليمن, مع ثمانية من بحارة سفينة الأسلحة الإيرانية "جيهان 1" أشارت إلى وجود معسكر في الجمهورية الإسلامية لتدريب اليمنيين على القيام بالتفجيرات. وأكدت المصادر أن التحقيقات أظهرت وجود معسكر خاص داخل إيران يشرف عليه ضباط من الحرس الثوري لتدريب مجاميع من اليمنيين على استخدام الأسلحة, بينها الصواريخ المضادة للطائرات والمتفجرات والملاحة البحرية والأعمال الاستخباراتية, وأن بحارة "جيهان 1" قبل قيامهم بتهريب أسلحة ومتفجرات إلى اليمن تلقوا تدريبات مكثفة على استخدام الأسلحة والمتفجرات في ذلك المعسكر. وقالت المصادر إن المعلومات تشير إلى وجود ما يزيد عن 60 يمنيا في المعسكر ممن استقطبتهم طهران خلال الفترة الماضية وتقوم حاليا بتدريبهم للغرض ذاته, بعد أن قضوا أشهرا عدة في مدينة قم, لافتة إلى أن أجهزة الأمن اليمنية اعتقلت خلال الأسبوع الماضي 15 شخصا من عدن ومدن أخرى على ذمة هذه القضية حيث تم اعتقالهم بعد عودتهم من إيران وتتعقب آخرين للقبض عليهم بعضهم لا يزال خارج البلاد. على صعيد آخر, أكد الرئيس عبدربه منصور هادي "أن الوضع السياسي في اليمن مهيأ من مختلف الجوانب ومهيأ تماما للحوار الوطني الجاد المسؤول". وقال خلال لقائه في صنعاء باللجنة الفنية لمؤتمر الحوار الوطني إن "هذه فرصة تاريخية لن تتكرر وكفى اليمن الانتقال من صراع إلى صراع منذ خمسين عاما واليوم الشعب اليمني متطلع بآمال كبيرة نحو التغيير والمستقبل". وأطلع هادي اللجنة على طبيعة زيارته لمحافظة عدن ولقاءاته مع مختلف الأطياف السياسية والحزبية والكتل ومجاميع من "الحراك الجنوبي", مؤكدا أنه "كان هناك تفاهمات طيبة وقد أبدوا استعدادهم للحوار". واعتبر أن الأحداث التي شهدتها محافظة عدن في 21 فبراير الماضي والتي قتل فيها 16 من نشطاء "الحراك الجنوبي" وأصيب العشرات "كانت نتيجة تعبئات خاطئة سواء من الداخل أو من الخارج". وأكد أن إعادة هيكلة الجيش تمضي في طريقها القانوني والنظامي المحدد من أجل تجسيد الوحدة الوطنية بين صفوفه وقياداته وألويته, و"لا بد من إعادة التنظيم في القوات المسلحة بصورة دقيقة منذ ترقيم الضابط أو المجند وحتى بلوغه مختلف المراتب وصولا إلى استحقاق التقاعد". وشدد على أهمية استفادة الضباط الذين تقاعدوا قبل الستراتيجية الجديدة, بعودتهم إلى العمل حتى يتم مساواتهم أسوة بمن استفادوا من ستراتيجية الأجور, بالإضافة إلى مجاميع الضباط والموظفين العموميين الذين هم على هذه الشاكلة من أجل إنصافهم. إلى ذلك, رفض الرئيس اليمني عرضا "للصلح" مع تنظيم "القاعدة" قدمته مجموعة من العلماء وشيوخ القبائل, مشددا على شرط تخلي التنظيم عن سلاحه مسبقا. وقال مسؤول أمني طلب عدم الكشف عن اسمه إن "الرئيس يصر على أن يتخلى عناصر القاعدة عن اسلحتهم ويعلنوا توبتهم وتخليهم عن الفكر المتطرف". وكان المسؤول يعلق على اعلان "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" في بيان نشر عبر الانترنت, أول من أمس, عن فشل وساطة قادها ثمانية علماء وشيوخ قبائل من أجل "الصلح" مع الدولة. واعلن الوسطاء الثمانية في بيان فشل مساعيهم "للصلح" بين "القاعدة" والدولة. وفي شأن الحوار الوطني, أكد مستشار الرئيس عبد الكريم الإرياني أن الحوار الشامل يعد فرصة تاريخية لكل اليمنيين لإقامة دولة لا مركزية على أسس ومبادئ وشروط الدولة المدنية الحديثة. وأشار الارياني الذي يرأس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني خلال افتتاحه ندوة عن الدولة المدنية الحديثة إلى "أن مبدأ قيام الدولة المدنية الحديثة أصبح عنصرا أساسيا وهدفا ساميا من أهداف عملية التغيير عبر التداول السلمي للسلطة التي أسفر عنها ما يمكن أن نسميه الربيع العربي في اليمن". وقال "إن هذا المبدأ لا يقتصر على التداول السلمي للسلطة فحسب, بل هو مبدأ متعدد الشروط والأهداف والمضامين لأنه يلامس حياة الناس حقوقيا وسياسيا واقتصاديا وقانونيا". وأوضح أن اليمن لم يشهد دولة مدنية منذ قيام ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر قبل نصف قرن. وقال إن "الشطر الشمالي من الوطن كان يخضع لحكم الجيش, فيما الشطر الجنوبي من الوطن كانت تحكمه ايديولوجية صارمة وكلتا الحالتين لا تسمح بقيام دولة مدنية حديثة".
