منذ اليوم الأول لإطلاق نيوزيمن في 3 مايو الماضي، حفت جهودنا المقلة بترحيب وتقدير أشعرنا بالخوف والرهبة من مهمة تحكمنا تجاهها إمكانيات شحيحة وتحديات كبيرة. لسنا ندري إن كنا نجحنا أو لازلنا في طور الاختبار لكن الذي نحن على يقين منه هو أننا نعمل بكل طاقاتنا، سباقا مع الإمكانيات ومع الزمن، ومع جهات رسمية وحزبية تقول طبيعة الوظائف أنها مسئولة، فيما تقول المعطيات الواقعية أنها لاتحمل مثقال ذرة من مسئولية. لن نغرق في جزئيات يغري تكرارها على التخفف من وقعها السيئ بالحديث عنها معك أيها القارئ العزيز، باعتبارك الشريك الأساسي الذي نرجو أن نخدمه، وأن نمنحه فرصة الاطلاع على المهم والممكن في دنيا المعلومة. لكننا باختصار نريد أن نعتذر لك لأننا اليوم –وتحت ضغط من عوامل أولها أننا في بلد لاتحكمه المعايير- منعنا من تنفيذ برنامجنا اليومي لأكثر من 8 ساعات. أصبحنا على تلفون مقطوعة حرارته ورسالة تقول أنه "مقطوع لحين سداد الفاتورة"، رغم أن الشهر لم يكتمل. والفواتير لم تصدر. أرسلنا شيكا بالمبلغ المطلوب، ثم الملبغ نقدا. انتظرنا. ولما طال الانتظار جددنا الاتصال فلعل الموظف نسي، أو أخطأ أو أربك. فاتصلنا مرة وأخرى: وبكل لباقة كانت الردود تتكرر "حاضر، الآن". وذات مرة وبنزق قيل لنا عبر صوت نظنه أصيب بالإرهاق" "مالكم عجلين أو أنتم عاملين أنفسكم "رئاسة". لسنا ندري أي رئاسة يقصد، فكل الذي كنا نطالب به إعادة تلفوناتنا فقد دفعنا مبالغ الفاتورة، وكل رأسمالنا الزمن، وقراء لانريد أن نفقد حماسهم على التواصل معنا. لربما المجيب لايعرف ماذا يعني هذا الكلام كله، ولا ماهو نيوزيمن، ولا أي أجواء سيئة تمر بها الصحافة والصحفيين في اليمن. قبل عام تقريبا كان للصحفيين رقم تلفون خاص في مكتب معالي وزير المواصلات، نتصل به وبمجرد أن تقول له أنك صحفي يرد عليك بحماسة من يعرف تماما أن دعم الصحافة ليس أكثر من إظهار الحماسة لدعمهم، ثم كل الأمر إعادة تلفون فصل، أو معلومة صغيرة لاتعتبر من أسرار الأمن القومي –الأمن القومي الفكرة وليس الجهاز. غير أننا اليوم أدركنا أن وزارة المواصلات ضاقت بالصحافة والصحفيين ذرعا. فلعله تراكمت لها ديون لدى مشائخ وضباط ومراكز قوى، وهي من ثم –مش ناقصة- فئة جديدة تعاني من الاحتياج الدائم. ثم إن الصحفيين أصلا –في عرف السلطة اليوم- قليلي أدب في حق السلطة. إذ النقد لكل من علا شأنه منقصة في بلد الديمقراطية فيه مجرد إدعاءات!! دعونا من هذا المنحى الذي يطول الحديث فيه وعنه. فلاعلاقة لكل ذلك بما حدث لنيوزيمن. المهم أننا فقط نشكو أنه فرضت علينا ظروف لاتتحملها إمكانياتنا. ولم نجد عونا إلا بالانتظار حتى عادت لخطوط هواتفنا حرارتها. ولمن فعل ذلك الشكر والتقدير. ليس وراء ماحدث أي قصد سياسي، أو تحرش من جهة السلطة. نحن فقط نلتمس أمامك أيها القارئ العذر، بأن نقدم لك بعضا من معانات ليس لها حد. هيئة تحرير نيوزيمن ايضا الى جانبكم " التغيير نت " صوت إلى صوت ثم أصوات .. جميعنا نعاني المواطنة المنقوصة ونقص الميزانية بسبب الذين لم يدفعوا فواتيرهم، فنأتي نحن لندفع وامثالنا واضعف منا.. وليس في الأمر معارضة، بل حالة مزرية، فحتى قبل ان يتسلم الناس مرتباتهم، تجد الهاتف قد قطع وسيارة " الموت " الكهربائية في باب المنزل، إن قدر لشخص ما أن يلحقها، تقطع التيار ووووو اااااااالخ .. والى متى.. لا ندري؟ الجميع يعاني والجميع يشكو والى متى- اخرى – لا ندري.. كان الله في عون الجميع.. الصامتون والشاكين!!!!