صنعاء متابعات : تظاهرت مجموعة من النساء خارج مسجد المركز التعليمي الإسلامي بشمال مدينة أكسفورد احتجاجا على قيام امرأة بإمامة المصلين فى صلاة الجمعة بصورة مختلطة من الرجال والنساء فى أول حدث من نوعه فى بريطانيا بعد أمريكا. وكانت البروفيسورة أمينة ودود قد تولت القاء خطبة الجمعة قبل بدء مؤتمر عن الاسلام والمرأة فى كلية ولفنسون بأكسفورد حيث تسبب هذا فى اثارة اتجاه معارض تجاه ما قامت به، نظرا لأنه من التقاليد الإسلامية أن يكون الأئمة من الرجال هم الذين يتولون مهمة القاء الخطبة وإمامة المصلين فى الصلاة المختلطة التى تضم الرجال والنساء. وقالت عائشة سامح وهي متظاهرة من أكسفورد إنها وغيرها شاركن فى المظاهرة من أجل تعزيز التقاليد والقيم الاسلامية وتعاليم الرسول عليه الصلاة والسلام , مشيرة إلى أن هؤلاء النسوة لا يعارضن أن تكون المرأة رئيسة دولة أو مسؤولة عن مؤسسة فقد حظيت المرأة فى الاسلام بقدر كبير من الاحترام، غير أنه وفقا للشريعة الاسلامية لا يمكن للمرأة أن تؤم المصلين. وتشارك ودود في أعمال مؤتمر حول الإسلام والمرأة بكلية وولفسون بمدينة أكسفورد ينظمه مركز التعليم الإسلامي في المدينة. وابلغ مختار بدري نائب رئيس الرابطة الإسلامية في بريطانيا الصحيفة 'مع فائق الإحترام للأخت أمينة، فإن الصلاة هي شيء نمارسه تمشياً مع تعاليم ديننا ولا علاقة لها بمكانة المرأة في المجتمع.. فالمرأة بإمكانها إمامة المصليات، ولكن في موقف مثل هذا وأمام جموع من المصلين والمصليات يجب أن يتولى رجل الإمامة'. وكان مسؤول إسلامى قد نصح بعدم المرابطة أمام المسجد حتى لا يعطى هذا الحدث قدرا أكبر من الدعائية، غير أن البعض قال إن السبب فى المظاهرة الاحتجاجية هو قوة المشاعر المناهضة لهذا التوجه. وقال تاج هارجي رئيس مركز التعليم الإسلامي في مدينة أكسفورد لعدد من وسائل الإعلام "نعتقد أن الإسلام يساوي بين الجنسين وهناك إثبات على أن النبي محمد سمح لامرأة أن تؤم مصلين من الجنسين، لكن جرى تجاهل هذه السابقة." وأضاف هارجي "أن نساء قمن بإمامة المصلين الذكور في جنوب أفريقيا وكندا والولاياتالمتحدة، لكنها المرة الأولى التي تؤم فيها امرأة مصلين هنا (بريطانيا) وهذا بحد ذاته يُعد احتفالا." وفقا للصحيفة. وانتقد الداعية الإسلامي الدكتور يوسف القرضاوي "أمينة ودود في فتوى على موقعه، وقال إنها تجاهلت التقاليد الإسلامية ذات التاريخ الذي امتد أربعة عشر قرنا من الزمان، مؤكدا أن "الأصل في الإمامة للرجل." وهذه هي المرة الثانية التي تقوم امينة ودود بامامة صلاة، حيث أمّت مجموعة من المصلين والمصليات في نيويورك عام 2005 واضطرت إلى إجراء الصلاة في كنيسة بعد أن رفضت المساجد في الولاياتالمتحدة استضافة هذه المناسبة. وقال القرضاوي في فتواه 'لم يُعرف في تاريخ المسلمين خلال أربعة عشر قرنًا أن امرأة خطبت الجمعة وأمت الرجال، حتى في بعض العصور التي حكمتهم امرأة مثل (شجرة الدر) في مصر المملوكية، لم تكن تخطب الجمعة، أو تؤم الرجال. وهذا إجماع يقيني'. واضاف 'الأصل في الإمامة في الصلاة أنَّها للرجال، لأن الإمام إنما جُعل ليُؤْتم به، فإذا ركع ركع المأمومون خلفه، وإذا سجد سجدوا، وإذا قرأ أنصتوا'. ونصح القرضاوي امينة ودود 'أن تراجع نفسها، وترجع إلى ربها ودينها، وتطفئ هذه الفتنة التي لا ضرورة لإثارتها'. وكان مفتي مصر علي جمعة قال ان 'الشريعة ترفض إمامة المرأة للرجال، وخطبتها للجمعة'. وقال شيخ الأزهر بالقاهرة سيد طنطاوي إن الإسلام لا يسمح للنساء بأن يعظن الرجال. واضاف'من غير اللائق أن ينظر الرجال إلى جسد إمرأة أمامهم'. وانتقدها أيضا المفتي العام في المملكة العربية السعودية عبد العزيز آل الشيخ، ووصفها ب'عدو الإسلام'، الذي 'يتجاوز حدود الله'. من جانبه رأى خالد أبو الفضل أستاذ الشريعة بجامعة كاليفورنيا أن 'القرآن لا يحرّم (ضمنيا) إمامة المرأة للرجال في الصلاة'. وفي إندونيسيا يرى الشيخ حسين محمد، من مدينة سيربون، أن المرأة 'يجوز لها فعلا أن تؤم الصلاة الجماعية من الرجال والنساء، وأن الفصل بين الرجال والنساء أثناء الصلاة لا أساس له من الصحة طالما أن هذا الأمر لا يحدث في أقدس بقعة في العالم الإسلامي'، أي في المسجد الحرام بمكة.