صنعاء: صدر حديثاً للكاتبة والأديبة المصرية المقيمة بالرياض ريم أبو عيد مؤلف 'ذات حلم' في طبعته الأولى والذي يتضمن ثلاثة وخمسين نصاً نثرياً أدبياً، طباعة فاخرة، مقاس 12 * 16 ومكون من 120 صفحة. وقد حظي باكورة إنتاجها الأدبي بإهداء رقيق بخط اليد من الشاعر المصري الكبير فاروق جويدة يتمنى لها فيه التوفيق والاستمرار في المشاعر الجميلة الصادقة التي يزخر بها كتابها 'ذات حلم'.
وراء نجاح المرأة رجل يشجعها على النجاح واستهلت ريم أبو عيد مؤلفها الأدبي بإهداءات إلى كل من والدتها وروح والدها رحمه الله، وزوجها وابنها الوحيد يوسف، وتقول ريم أبو عيد أن هؤلاء هم أهم الأشخاص في حياتها وأكثرهم قرباً إلى نفسها لذا أحبت أن تهديهم جميعاً أول عمل أدبي لها. وتضيف ريم أبو عيد قائلة: 'إذا كان وراء كل رجل عظيم امرأة، فوراء نجاح كل امرأة رجل يشجعها على النجاح والاستمرار وهذا الرجل هو زوجي الحبيب.' لمحات من 'ذات الحلم' ماذا لو تخليتُ عن مكابرتي قليلاً وخلعتُ عني عنادي وأعددت حقائب انتظاري وتبعتك إلى شواطىء المستحيل.. ماذا لو أغمضت عيني وألغيتُ المسافات التي تفصل بينك وبيني ورحلت بأشواقي إليك.. ماذا لو اعترفتُ بهزيمتي أمام عينيك وسبحتُ عكس التيار في شرايينك وظللت مبحرة في عروقك حتى نهاية الزمن.. ماذا لو اختصرتُ كل أبجديتي في حروف اسمك واستلهمتُ منك مفردات لغتي فلا أعود أكتب إلا عنك أو إليك.. ماذا لو أعدتُ عقارب الساعة إلى الوراء ومحوتُ من ذاكرتك كل حماقاتي التي اقترفتها معك في الأيام الماضيات.. ماذا لو شرعتُ أكتب على أوراق الورد فصلاً ربيعياً جديداً عن حكايتنا معاً.. ماذا لو استعرتُ مداد قلمي من رحيق أنفاسك ورسمتُ به أروع ما في الكون من معاني ومن صور.. ماذا لو فقدت اتزاني قليلاً وحدثت عنك قلبي كثيراً وبحتُ إلى نبضي بسري ما بين نفسي وبيني. ********************
أعلم يقيناً أن الهدوء الذي تحاول أن تبدو به أمامي ما هو إلا محض ادعاء.. وأن تظاهرك باللامبالاة ما هو إلا لإخفاء حقيقة إخفاقك في ذات اللعبة القديمة التي يمارسها الرجال مع النساء.. فمعذرة إن أنا أسقطت عنك قناع الفارس الشمعي.. وأطفأت فيك جذوة غرورك.. معذرة إن أنا خذلت كل توقعاتك حين حاولت أن تخيرني بين كبريائي وبينك.. فاخترت كبريائي.. وما كنت لأختار يوماً سواه.. معذرة إن أنا فاجأتك بالتمرد.. وغيرتُ – دون إنذار مسبق - قوانين اللعبة.. وحولت دفة السفينة وغيرت المسار.. معذرة أني لم أتقن دور الحمقاء في فصول مسرحيتك الهزلية.. فالدور لا يناسبني وأحداث المسرحية لا تُعجبني.. فأنا امرأة غير باقي النساء.. قد أتصنع الغباء أحياناً من فرط الذكاء.. معذرة أني لم أكن واحدة من الجواري اللواتي تبتاعهن من سوق الإماء.. معذرة يا شهريار.. أني لم أكن من صنف النساء اللاتي يعلقن على عقولهن لافتة: 'للبيع أو للإيجار'.
******************** - احترقت أيامي وصارت ساعاتي رماداً في غيابك حتى خلت أنني انتظرك خارج حدود الوقت. - صادروا أوراقي ومحبرتي فكتبتك بدمي قصيدة عشق على جدران الزمن. - أنا امرأة خارج نطاق العشق.. خارج حدود الحلم.. مستحيلة المنال.. طيف – إن حاولت يوماً امتلاكه – أفضى إلى رحيل.. تلاشى إلى زوال. - نام المساء متعباً فوق جبيني بعد أن أنهكت ساعاته بالحديث – عنك - مع قلبي والقمر.. واستيقظ النهار مشتعلاً غيرة حين تسلل إلى نافذتي فعثر عليك غافياً بين جفوني منذ فجر الحلم ولم تزل. ويضم الكتاب صفحة منفصلة ومرفقة به تتضمن قائمة بالأخطاء المطبعية القليلة التي وردت به أثناء طباعته النهائية والتي كان من الصعب تصحيحها في نصوص الكتاب نفسه خاصة بعد الانتهاء من عملية الطباعة والتجميع، لذا تم إضافة هذه الصفحة حرصاً من الأديبة ريم أبو عيد على تصحيح الأخطاء المطبعية التي وردت بالكتاب وتقديراً منها لقرائها. وقد أضيفت هذه الصفحة مباشرة بعد آخر نص من نصوص الكتاب 'هذيان حرف الراء' وقبل السيرة الذاتية للأديبة.