قتل 26 شخصاً على الأقل وأصيب آخرون، في هجومين استهدفا مطاراً دولياً ومحطة لقطارات الأنفاق في العاصمة البلجيكية بروكسل. وتسبب انفجار مزدوج هز مطار زافنتيم قرابة السابعة صباحاً بتوقيت غرنيتش في مقتل 11 شخصاً وإصابة 81 آخرين، وفقاً لوزيرة الصحة البلجيكية ماغي دي بلوك. وبعد ساعة منذ ذلك، استهدف انفجار آخر محطة مالبيك لقطارات الأنفاق. وأكدت سلطات النقل في بروكسل أن الانفجار أسفر عن مقتل 15 شخصاً وإصابة 55 آخرين، بينهم 10 إصاباتهم خطرة. ورفعت بلجيكا التحذير من خطر إرهابي إلى أعلى درجة. ويأتي الهجومان بعد أربعة أيام من اعتقال السلطات البلجيكية صالح عبد السلام، المشتبه به الرئيسي في هجمات باريس. واعتبر رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل الهجمات ب"العمياء، العنيفة والجبانة". وأضاف: "إنه يوم مأساوي، يوم أسود... أدعو الجميع إلى التحلي بالهدوء والتضامن". وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك: "هذه الهجمات علامة على درك سفلي آخر بلغه الإرهابيون في خدمة الكراهية والعنف". وأغلق المطار وتوقفت حركة النقل العام بشكل تام في بروكسل. دماء في كل مكان وضرب انفجاران صالة المغادرة في مطار زافنتيم بعيد الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي (السابعة صباحاً بتوقيت غرنيتش). وقال المدعي العام البلجيكي إن "من المرجح أن يكون انتحارياً" وراء ذلك. وقالت وكالة أنباء "بيلجا" الرسمية إن عيارات نارية أطلقت وسمع صياح بالعربية قبيل الانفجارين. وأظهرت صور انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي الناس مذعورين وهم يغادرون المطار. ونقل تلفزيون "بي أف أم" عن مسافر يدعى زالك موزون وصل إلى المطار قادماً من جنيف القول: "كان ذلك فظيعاً. انهارت السقوف. دماء في كل مكان، الجرحى، أكياس في كل مكان. سرنا وسط الركام. مشهد حرب". وتم تحويل مسار جميع الرحلات الجوية. وألغت خدمة يوروستار جميع رحلات القطارات من بروكسل وإليها. وفي لندن، تم تشديد الإجراءات الامنية في مطاري غاتويك وهيثرو، ونصحت وزارة الخارجية البريطانية رعاياها بتجنب المناطق المزدحمة في بلجيكا، بينما ترأس رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اجتماعا للجنة الطوارئ (كوبرا). وفي باريس، عززت فرنسا إجراءاتها الأمنية، وعقدت الحكومة اجتماعا طارئا. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند: "ضرب الارهابيون بلجيكا، لكن أوروبا هي المستهدفة (من هذا الهجوم). العالم بكامله يشعر بالقلق حيال ذلك". وفرضت تعزيزات أمنية في المطارات الهولندية. وجاء انفجار محطة قطارات الأنفاق بعيد الثامنة صباحاً بتوقيت غرنيتش، في وقت الذروة بمحطة مالبيك، وأظهرت صور فيديو الدخان ينبعث من المدخل. وقال آلكسندر بران لوكالة اسوشييتد برس: "كان القطار يغادر محطة مالبيك حين سمع دوي انفجار. ساد الذعر كل مكان. فقد كان هناك الكثير من الناس". وهناك مخاوف من ارتفاع حصيلة الضحايا. وقالت وزيرة الصحة ماغي دي بلوك إن هناك أشخاصاً ما زالوا عالقين في مالبيك. وتقع المحطة على مقربة من مؤسسات الاتحاد الأوروبي. وأبلغت المفوضية الأوروبية، الجناح التنفيذي للاتحاد الأوروبي، موظفيها بملازمة المباني أو البقاء في منازلهم. وألغيت كافة اجتماعات مؤسسات الاتحاد. وقال ريان ماكغي، العامل في تقديم الطعام في كلية بروكسل لبي بي سي: "المدينة بكاملها مغلقة. الناس هادئون حالياً لكن الأجواء متوترة". وكان وزير الداخلية جان جونبون قال الإثنين إن البلاد في حالة تيقظ من هجمات انتقامية محتملة بعد اعتقال صالح عبد السلام. وقال للإذاعة البلجيكية: "ندرك أن توقيف خلية واحدة قد يدفع خلية أخرى إلى التحرك. نحن واعون لذلك في هذه القضية". ويقع مطار زافنتيم على مسافة 11 كيلومتراً شمال شرق بروكسل، ويستقبل سنوياً 23 مليون مسافر.