لا تندهش أنت في إب.. المدينة السياحية الاولى في البلد والتي لم تحضى بعد بمسؤولين يقدرون مكانتها السياحية والتاريخية ويعطوها الاهتمام الأمثل.. لا تصدمك حفريات شوارتها، ولا اهمال طرقها. فهي مدينة من الدرجة الثانية في نظر السلطة الجابية. منذ فضيحة المشاريع المستعجلة في العيد ال 17 للوحدة والحفريات تملئ الشوارع في هذه الأيام السلطة المحلية في محافظة إب مشغولة بالمهرجان السياحي السنوي في المحافظة، والواقع ينافي هذا الانشغال.. فشوارع أية مدينة هي الوجه الحضاري السياحي لها، وهي التي تعطي أي زائر الانطباع الاول عن المحافظة وأبنائها. والزائر لمدينة إب لايجد في شوارعها إلا ما يصيب العين بالقذى - من كثرة الحفر وتآكل طبقة الاسفلت رغم حداثتها وتنزع من قلوب السائقين والركاب الطمأنينة والامان على مركباتهم وحياتهم. «الوحدوي» التقت الأخ خالد الورافي رئيس لجنة الخدمات في المجلس المحلي لمديرية المشنة، وسألته عن سبب هذا الاهمال، فأجاب: لقد تم ترميم بعض الشوارع بمناسبة عيد الوحدة المباركة السابع عشر، إلا أن هناك تقصيراً من قبل مكتب الأشغال العامة بإلزام المقاول بترميم بقية الشوارع المدرجة ضمن خطة الترميم بمناسبة عيد الوحدة ال17. ولا نعلم سبب هذا التقصير وعدم إلزام شركة القفاف المنفذة للترميمات والطبقة الاسفلتية، على الرغم من عمل محاضر من المحافظة بذلك. ونأسف لعدم تعاون مكتب الاشغال العامة معنا بهذا الموضوع رغم تواصلنا ومتابعتنا المستمرة له، ونتمنى على مدير عام مكتب الأشغال العامة زيارة تلك الشوارع لعله يستجيب لمطالبنا، خصوصا أن المحافظة قريبة من موعد المهرجان السياحي فيها، والمشنة تمثل عاصمة المحافظة ذات الطابع الجمالي والسياحي. وأكد الورافي أن دور المجلس المحلي رقابي وفقا لقانون السلطة المحلية خاصة للمشاريع المحلية، أما المشاريع المركزية ومنها ترميم الشوارع فهي مركزية وليست من مسؤوليتنا وإنما من مسؤولية مكتب الأشغال العامة كونها مركزية. وعبر عن عدم رضاه عن دور المجالس المحلية، إلا أنه يأمل أن تقوم بدورها في الفترة المقبلة، خاصة بعد تعديل قانون السلطة المحلية بانتخاب المحافظين. وقال إن أهم المعوقات تتمثل بعدم إعطاء المجالس المحلية الصلاحيات الكاملة، وعدم توفر الإمكانيات المادية بشكل كافٍ لإقامة المشاريع أو إنجاز ما هو متعثر منها. وطالب المحافظ المنتخب القاضي أحمد الحجري بسرعة اللقاء بالمجالس المحلية في المحافظة لطرح المشاكل والمعوقات وحلها، وبغير ذلك فإن الوضع سيستمر كما هو عليه. مؤكداً أنهم لم يلتقوا بالمحافظ الجديد حتى الآن. من جهة أخرى، أكد نائب مدير مكتب الأشغال العامة للشؤون الفنية المهندس وليد العنسي أن أعمال الترميم التي تمت بمناسبة عيد الوحدة ال17 أقيمت بالتوافق مع موسم الأمطار، وهذا يتعارض فنيا مع الأعمال الاسفلتية، حيث إن الرطوبة والمياه لها تأثير كبير عليها، ولم يكن هناك وقت لتأخير تلك العملية حتى نهاية موسم الأمطار. والترميمات الى الآن تحت مسؤولية المقاول ولم يتم استلامها منه ولن يتم إلا بعد أن تكون كل الاعمال جاهزة، والآن تم التجهيز للترميمات على أساس أن يكون الموسم السياحي منسجما معها لتوفير البنية الأساسية لهذا المهرجان، وخاصة الشوارع. وعند لفت انتباهه الى قرب انتهاء الموسم السياحي دون إنجاز أي شيء، قال إنه تم الاتفاق مع المحافظ والمدير العام لمكتب الأشغال وصندوق النظافة أن يقوم صندوق النظافة بمباشرة أعمال الترميمات وخصم تكاليفها من المستحقات المالية للمقاول (شركة القفاف)، مؤكدا أن هذه الآلية فعالة في سرعة إنجاز العمل، وسيعاد كل ما خربته الأمطار، وحل هذه المشكلة سيكون قريبا جدا . وفي ما يخص عدم تعاونهم مع المجالس المحلية في هذا الشأن، قال العنسي إن المجالس المحلية شريكة لهم ولها دور في الأعمال والمشاريع، وهذه المشاريع وإن كانت مركزية إلا أن لهم دوراً في المتابعة لتنفيذها وليس عبر المذكرات فقط. وأضاف: يجب أن يكون لهم قدرة في التعامل مع مثل هذه المشاريع، وإلا اذا كانت المذكرات تحل المشاكل فإننا سنقول إننا قد رفعنا الكثير من المذكرات الى الوزارة وعندها سترمم الحفريات بالمذكرات. الجدير بالذكر أن شوارع المدينة رممت قبل عام بمناسبة عيد الوحدة ال17، الذي أقيم في المحافظة، وقد أعلن الرئيس عن اعتماد 84 مليار ريال لمشاريع المحافظة، بينما أكدت اللجنة البرلمانية التي شكلت من قبل مجلس النواب في تقرير لها أن المشاريع المنفذة لم تتجاوز تكلفتها 5 مليارات ريال.. أما تقرير ماء السماء فقطع الشك باليقين، وأكد أن الشوارع تبخرت بتبخر أول قطرة من غيثه وجوده.. والآن لايوجد شارع يسر الناظر او يفرح الخاطر، في ظل صمت وتجاهل وتغاضٍ مريب من قبل السلطة المحلية في المحافظة.. وعلى حد قول أحد الظرفاء بتعليق له لايخلو من خبث- عن تخرب الطبقة الاسفلتية بعد إنجازها بوقت قصير: «إن على الحكومة وضع حراس لتلك الطبقة لأن هناك لصوصاً يسرقونها في الليل»! ملاحظة: بعد إعداد هذا التقرير قامت السلطة المحلية بقص حواف الحفر بالمنشار فأصبحت حوافها أكثر انتظاما وحدة، وبذلك يتم الترميم من وجهة نظر السلطة المحلية.. وفي عز المهرجان السياحي المزعوم الذي اقتصر على البرع والرقص، وب40 مليون ريال فقط لا غير..!