* د. رشيدة أنعم، منظمة حقوق الإنسان - صنعاء قابلتها بالصدفة أمام بوابة المنظمة ومعها ثلاث من بناتها.. وعندما دخلت هي وبناتها إلى مكتبي أجهشت بالبكاء ملخصة معاناتها هي وبناتها مع أبنائها بأنها أحسنت تسميتهم وأشبعت جوعهم فقست قلوبهم، جمعتهم كتلة لحم فرموها كومة عظم، تمنت عزهم فتمنوا إذلالها، دعت لهم بالهداية فأبوا إلا المعصية وبكت بالأمس عليهم لتبكي اليوم منهم وهي التي دعوتها نور لهم أو ظلام عليهم وقد ناولتني بعض أبيات من الشعر صاغتها على لسانها إحدى بناتها الجامعيات تقشعر لمعانيها الأبدان حيث تقول: ولدي الذي بين الضلوع حملته يا رب بين النائبات رماني وهو الذي أطعمته وسقيته واليوم من كأس المنون سقاني أرضعته وذكرت موعد قوته لكنه بين الهموم نساني فإليك أشكو ما تراه ودمعتي يا رب ما كفت عن الجريان منهم تقرحت الجفون وقيحت فاحكم على من زاد في عصياني واسمع فأبواب السماء وسيعة مفتوحة والعمر قد أضناني وبفضل شهر الصوم ارحم حالتي فالقلب قد ناداك قبل لساني فإن اهتدوا للحق سدد خطوهم ما لم فمالي غير حكمك ثان وقد لخصت هذه الأم العجوز شكوتها ومناشدتها بمخاطبة أولادها مخاطبة تنفصل من هولها الحروف عن الكلمات، حيث تقول: ما أريد أن يفهموه في هذا الشهر الكريم هو أن أهون الخلق على الله عز وجل من ولي من أمور المسلمين شيئا فلم يعدل فيهم، فما بالهم بأمور من أنزل الله بطاعتهم قرآناً من السماء وهم الوالدان والأرحام وقالت بأن حسبها فيما يتآمرون فيه على حقوقها هي وبناتها قوله تعالى "واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون" وقالت مخاطبة أولادها ارجعوا إلى دينكم وإلى ربكم فيما تعاملون به أمكم وأرحامكم فإنما هي ليال تعد وتجدون أنفسكم وديعة صعبة بيد كريم لا تخيب عنده الودائع ولخصت معاناتها بكلمتين توارثها الآباء عن الأجداد وهي "يا ولدي لك ولدك" مؤكدة بان أبناءكها سيجدون سوء معاملتهم لها من أبنائهم في الدنيا قائلة سوف أذكركم إن حدث ذلك وأنا على قيد الحياة وإن كنت قد توفاني الله فسوف يسمعني بذلك السميع العليم. أولادكم الذين لو شاهدوكم على الصراط المستقيم لقاموا معكم مقام الأغصان من الشجر المثمرة ولأورقت أرزاقهم ولكنهم شاهدوا ما أنتم عليه من الخذلان والعقوق واستعراض رجولتكم في المحاكم على حقوق الأرحام وأكل ما أمر الله بصيانتها من حقوق وتقسيمها حسب ما يشبع أطماعكم وجشعكم فنسوا واجباتهم الدينية والوطنية وجندوا أنفسهم معكم في المحاكم لخوض معركة المذلة والعار على جدتهم وعماتهم ليصدق فيهم قوله تعالى: "نسوا الله فأنساهم أنفسهم". تعليق: حرصنا بقدر الإمكان في المنظمة أن نجعل استغاثة الأم على لسانها دون ذكر أسماء، علَّ قلوب أبنائها تلين أو ترق.. وتفاصيل مأساة هذه الأم وبناتها لدى محكمة غرب الأمانة منذ عدة سنوات وتفاصيل اخرى سوف ترفق مع مناشدة الصحيفة في ملف لمكتب رئاسة الجمهورية حرصا من الأم على عدم ذكر أسماء أبنائها وأحفادها خاصة وأن منهم ضباطاً في أماكن حساسة يستعرضون برتبهم ووظائفهم على أمهم وأرحامهم. والله المستعان