كتب/لطف عبد الله الثور كان قرار الكونجرس الامريكي الهادف الى منع تحول اليمن الى دولة فاشلة هو اول نداء حقيقي لوضع معالجات وأسس لمساعدة اليمن وإيقاف إنحدارها الشديد نحو الفشل, ثم ها نحن امام مؤتمر دولي سيعقد في لندن في السابع والعشرين من يناير الجاري بدعوة من رئيس وزراء بريطانيا يهدف إلى الوقوف على مجمل اوضاع اليمن ووضع المعالجات اللازمة لمنع تحول اليمن الى دولة فاشلة والذي أضحى قاب قوسين أو أدنى، حيث لم يعد هذا الموضوع سراً، فقد حذرت منه مراكز الابحاث الاستراتيجية العالمية على مر السنين الماضية ولم يكترث أحد لمثل هذه التحذيرات واعتبرت من قبيل المزايدات والمكايدات أو محاولة التدخل في الشئون الداخلية اليمنية أو فرض الوصاية..الخ. لم نسمع لجمعية العلماء أو للعلماء الأجلاء أي دلو في هذا الموضوع الخطير أو في مواضيع اخرى باتت تعاني منها اليمن مثل تجارة وتهريب المخدرات وتجارة الأطفال وتهريبهم وما يقال حول تمويل القراصنة الصوماليين بالوقود والعتاد(الذي بسببهم جاءت الأساطيل الحربيه العالمية لتجوب قبالة السواحل اليمنية) كما لم نسمع منهم ما يشير إلى امتعاضهم من فساد منظومة الحكم وذلك من قبيل قول كلمة حق أمام سلطان جائر كما هو مطلوب منهم كرجال دين . لقد كانت الحكومة اليمنية موفقة بالترحيب بعقد مثل هذا المؤتمر لانه يقدم فرصة على طبق من ذهب لعرض مشاكل اليمن الأمنية والأقتصادية وإستعراض ما يمثله تحول اليمن إلى دول فاشلة من خطورة على اليمن ومحيط جوارها وإيجاد حلول مناسبة لها من قبل المجتمع الدولي. فلماذا عندما يهب المجتمع الدولي لمساعدة اليمن نجد هذا التهويل وهذا التخويف!؟.. من هو المغفل الذي يمكن ان يفكر بأن يأتي بجنوده لاحتلال اليمن أو للمحاربة داخل اليمن في ظل وجود الطائرات والصواريخ الحديثة المرتبطة بالأقمار الصناعية التي تستطيع الوصول إلى أهدافها عن بعد.. فلم تكن اليمن بأي حال من الأحوال قد رحبت بشيء من هذا القبيل أو مستعدة للترحيب به ولا شك أن الجميع يعرفون حقيقة هذا الأمر. أما بالنسبة للقاعدة فلايوجد ادنى شك بقدرة الدولة على سحقها بل ومحوها من الوجود إن هي عقدت العزم على ذلك وكذلك التمرد الحوثي بصعدة سيكون مصيره الحسم سلما أو حربا ونتمنى ان يكون هذا الحسم عن طريق الحوار نظرا للكلفة العالية والمدة الطويلة المطلوبة لعملية الحسم العسكري بسبب ما تفرضه الطبيعة الجغرافية للمنطقة من صعوبات امام عمليات الحسم العسكري السريع, إلا إذا كان ذلك يمثل رغبة لبعض النافذين فهذا يعني ان ماورد في العدد رقم 499 الأخير من مجلة النيوزويك من رسائل حول اليمن وبعض النافذين في منظومة الحكم لم يتم فهمه (التهجم على الرئيس في هذا العدد من مجلة النيوزويك لم يكن محل إستحسان من قبل كثيرين بما فيهم كاتب هذا المقال). على الدولة الذهاب الى مؤتمر لندن بكل ثقة وبكل عزم وإيمان بأن الغرض من هكذا مؤتمر هو تقديم المساعدة الممكنة لليمن كي تتمكن من تجنب الوقوع في الفشل الذي باتت تباشيره تلوح في الافق، حيث قد يمثل هذا المؤتمر طوق نجاة للجميع حكاماً ومحكومين، فقد أضحى مصير اليمن مرتبط، بالوقوف إلى جانبه من قبل محيطه الاقليمي والدولي ولم يعد شأناً داخليا فحسب, وأي تحذيرات أيا كان نوعها او مصدرها لا تصب في مصلحة اليمن على الإطلاق بل على العكس من ذلك فقد تصب في خانة صب الزيت على النار... نسأل الله السلامة لليمن.