خيم الحزن، وتبارى اليمنيون على موقع التواصل الاجتماعي في رثاء وتوديع كرامة مرسال أحد أعمدة الفن اليمني مستخدمين أشهر ما ردد من جمل أعماله الفنية. وغيب الموت أمس فقيد اليمن والحركة الفنية والغنائية الفنان الكبير كرامة سعيد مرسال عن 73 عاماً بعد صراع مع المرض أقعده الفراش في الآونة الأخيرة ، حيث شيع جثمانه بمدينة المكلا -عاصمة محافظة حضرموت في موكب جنائزي مهيب . وكتب الصحفي اليمني القدير صادق ناشر يقول "فارقنا الفنان الكبير والحنجرة الذهبية ( أبو صبري ) إلى جنة الخلد إن شاء الله". وقال "كان عطاء كرامة مرسال في حياته التي امتدت لنحو 73 عاماً ينبوعاً لا يتوقف، لكن هذا الينبوع توقف اليوم بتوقف خفقان قلبه..أعطى الكثير لوطنه وأحبه الناس لأنه كان صادقاً مع نفسه ووفياً مع أهله ومحباً لهم...لك الرحمة فناننا الكبير كرامة مرسال، ولأهلك ومحبيك الصبر والسلوان على هذه الفاجعة الكبيرة، إنا لله وإنا إليه راجعون. وختم ناشر يقول :وداعا يامن اشجيتنا "دعيني أعانق فيك الأمل..فإن بادروني بهذا السؤال ...لمن كل هذا الحنين لمن ؟لقلت بصوت يهز الجبال..إلى كل شبر في أرض اليمن . ورثى الكاتب الصحفي عبدالله السالمي الراحل بالقول : وداعا أيها ال«متيَّم في الهوى».. يا «رقيق القلب والنية»..ستظل مواويلك شاهِداً على الإنسان العظيم الذي كُنْتَه..ستظل بَحَّة الشَّجن في صوتك الآسِر تروي على الدوام «حكاية (ال)حب (ال)مخفية»؛ حكاية الروح البريئة، والفؤاد الشفيف..السكينة تغشى روحك الطاهرة، وسلامٌ عليك في الخالدين.. أما الكاتب السياسي محمد المقالح فكتب يقول : مات كرامة مرسال هذا الفنان الكبير الذي كان يعبر عن وجعي..صوت من القلب صعد الى السماء وتركنا في البراري بلا سند ولا حنيين. وتحت عنوان "برقية عزاء لكل محبي كرامة مرسال"، كتبت الناشطة السياسية بشرى المقطري تقول "رحل فناني المفضل، كرامة مرسال ، الصوت الشجي ، العذب ، الذي يصعد من القلب إلى السماء، صوت سماوي ، أزرق ، يشبه حزن البحارة والصيادين ". وأضافت "مات المُتيم كرامة مرسال ، بصمت كأشياء جميلة في هذه البلاد تموت ، وتتسع على اثرها دائرة القبح والتصحر ..مات أيضاً بلا عزاء ولا حزن تماما ككل المبدعين في بلادنا..مات المُتيم و يوم آخر سيء ينتظرني" أما عباس احمد باعباد فكتب يقول :من المعروف في القول أن الرجل لايبكي إلا إذا فقد كل شيء . وهنا استذكر حينما كانت عدسة الكاميرا ترصد لحظات صادقة لفنان و إنسان أوجش على البكاء عندما كان يتغنى بأغنية وطنية " دعيني أعانق فيك الأمل " و هو يتحسر لما آلت إليه الأوضاع في البلد . واضاف "غنى المرحوم الفنان كرامه مرسال أغان وطنية كثر , خلال مسيرته الفنية التي تقارب نصف قرن . عرف عنه بالبساطة و التواضع ..رحل عن دنيانا في أيام عيد , و لطالما كانت تردد القنوات و الإذاعات أغنيته المشهورة " أقبل العيد ". . وكان الراحل كرامة مرسال قدم خلال حياته الفنية الكثير من الأغاني التي اشتهرت باللون الحضرمي، نسبة إلى حضرموت التي ينتمي إليها، وارتبطت انطلاقته الى عالم الشهرة بالشاعر والملحن الراحل حسين أبوبكر المحضار، عندما أطلق أولى ألبوماته عام 1969 . وذاعت شهرة كرامة مرسال، صاحب الصوت المبحوح، في اليمن وخارجها وخاصة في دول الخليج العربي، وكان لأغانيه العاطفية وقع خاص على المستمعين، فيما تميزت أغانيه الوطنية بطابع لا يخلو من العاطفة الجياشة . واعتبر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أن اليمن خسر برحيل كرامة مرسال واحداً من أهم أعلام الفن والغناء في اليمن والذين أفنوا حياتهم في خدمة بلدهم بكل تفانٍ وإخلاص . وأشاد في برقية عزاء لذوي الفنان بالتجربة الرائدة والمتميزة للفنان الراحل وإسهاماته ودوره الكبير في تطوير وإثراء الأغنية اليمنية وإحياء التراث الغنائي الأصيل ونشره إضافة إلى عطاءاته الراقية التي وضعته في مصاف الفنانين الكبار من خلال أعماله الخالدة . ونعت وزارة الثقافة اليمنية الفنان الراحل وما قدمه للوطن "من خلال تجربته الفريدة في الأغنية التي برع فيها ومثّل من خلالها علامة من علامات الغناء الحضرمي واليمني عموماً" .