كأنه لم تحصل تحولات أطاحت بمراكز النفوذ وأعادت صياغة المعادلة السياسية اليمنية في غياب الطغمة الإخوانية التي طالما عرقلت العملية السياسية لصالح مشاريعها التآمرية وأشعلت الحروب من صعدة وصولا إلى عمران قبل أن تسقط مؤامرتهم الكبيرة في إشعال حرب بالعاصمة يحولون فيها انهيار دول الإخوان إلى انهيارا للدولة اليمنية. اليوم أطل الجنرال الهارب علي محسن عبر صحيفة "العربي الجديد" في خبر لمراسلها الجديد المتلون عميل المخابرات الأميركية المكلف بدور مخابراتي ضمن ملف تثبيت دولة الإخوان في اليمن منير الماوري. تصوروا الماوري الذي تنقل في فترة قياسية من مهمة فضح اسرار مراكز القوى المتصارعة في النظام السابق إلى عضوا في مؤتمر الحوار الوطني إلى مهمة تحليل التطورات اليمنية وإعداد التقارير للمخابرات الأميركية بشأنها ثم إلى محلل سياسي في قناة " الجزيرة" واخيرا مراسلا لصحيفة "العربي الجديد". تذكرون بلا شك هذه الصحيفة المشبوهة التي خصصت لها الإمارة الغازية في الدوحة ميزانية ضخة للغاية ضمن مشروع إعلامي كبير يشمل أيضا قناة فضائية ينتظر أن تؤدي الدور المنحسر ل "الجزيرة" التي فقدت سمعتها وصدقيتها كليا، في إعادة بناء فروع التنظيم الدولي للإخوان من طريق حملات لقصف العقول وبناء اتجاهات منحرفة للرأي العام ودعم مشاريع التنظيم السياسية في حشد التأييد لصالح فروعه المنهارة. الدور مخابراتي الذي حمله الخبر الأول لمنير الماوري في " العربي الجديد" كان فاضحا في كشف هوية الرجل الحقيقية، والأهم أنه لم يكن بريئا إذ استهدف مغازلة للرئيس هادي عبر الجنرال الهارب علي محسن بعد مؤامرة كبيرة ورطه فيها التنظيم الدولي للإخوان أطاحت بها تحولات الأحد الماضي، 21 سبتمبر اليوم الذي أفاق فيه الناس على حرب شوارع وانتهتى بسيطرة كاملة للحوثيين على العاصمة ثم توقيع اتفاق الحل السياسي بعدما صيرت الاحداث مشروع التنظيم في خبر كان. المؤامرة التي تصدرها الجنرال، كانت تقضي بالسيطرة على مركز القيادة العامة للقوات المسلحة والعرضي وبعض المواقع الإستراتيجية في العاصمة والمراكز الحساسة في الجيش والأمن، ونشر الجماعات القبلية المسلحة التابعة لأبناء الأحمر وحشد الجماعات التكفيرية من جامعة الأيمان والمحافظات ونشر مليشيا غير نظاميه لإشاعة الفوضى. كانت الخطوة التالية تمكين الضباط النظاميين وغير النظاميين الموالين للجنرال من مناصب الضباط في مراكز القيادة وأقالة الضباط غير الموالين له من مناصبهم، ونشر كتائب الإرهابيين في الشوارع مرتدين بزات عسكرية لعمليات نهب واسعة لمؤسسات الدولة، وإشاعة ان مرتكبيها المسلحين الحوثيين. الخطوة التالية كانت نشر الدبابات ولمدرعات في شوارع العاصمة تمهيدا لتنصيب الجنرال وبعض مؤيديه من هيئة أنصار الثورة مجلسا عسكريا للحكم، ليتولى هو اعلان حالة الطوارئ ومجلس حكم عسكري وإقالة الرئيس هادي من منصبه أو أرغامه على الاستقالة أو المغادرة واعتقال قادة الجيش وفي المقدمة وزير الدفاع الذي خضع لحملة تحريض وتشويه كبيرة، قبل البدء بالحشد الشعبي الرسمي لمواجهة الحوثيين. والسيناريو الذي قدمه عميل المخابرات الأميركية منير الماوري في قناة "الجزيرة " قبل أيام كان عن مخطط الحوثيين في السيطرة على العاصمة قدم محاكاة تفصيلية للمؤامرة، كما كشف ما كان يخشاه التنظيم الدولي للإخوان والمخابرات الأميركية، وما كانت تخطط له لمواجهة وصول الحوثيين إلى العاصمة واحتشادهم في مخيمات اعتصام بداخلها ومحيطها. قبيل إجهاض المؤامرة وفرار الجنرال، كانت قيادة الجيش تلقت معلومات كاملة عن هذه المؤامرة، فاتخذت موقف الحياد، وأفسحت المجال للمسلحين الحوثيين، لإجهاض المؤامرة، كما بُلَّغت بها الرئاسة وأكثر قادة الجيش الذين التزموا الحياد، واتخذوا موقفا وطنيا مشرفا انقذ البلاد من حافة الحرب الأهلية. بإسناد عملاني ولوجيستي ومخابراتي أجهض الحوثيون هذا المخطط ووجهوا جيوب العصابة في الضواحي الشمالية للعاصمة وبعض الأحياء في أطرافها في مواجهات مفصلية ومحدودة، قبل توجههم إلى معسكر الفرقة الأولى الذي كان الجنرال قد وصل إليه لقيادة مخططه الانقلابي. انهار المخطط الميداني بقيادة الجنرال الهارب وبقى فقط المخطط الإعلامي وذلك فقط ما يفسر الحملة الاعلامية المشبعة بالمخاوف والتي أشاعها الإعلام المعادي قناة "الجزيرة" وأخواتها والتي ظلت أياما تسوق الأكاذيب عن انهيار الجيش ونهب الحوثيين مؤسسات الدولة، قبل أن تجد نفسها محشورة في مربع تغيير ائمة المساجد . دمتم ودام اليمن بخير ___________ *نقلا عن صفحة الكاتب بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك