قبحهم الله... قبحهم الله... قبحهم الله ...ولعنهم في الدنياء والاخرة.. لقد اغتالوا حكيم الحوار وداعية السلام ورجل مشروع الدولة المدنية. وداعاً استاذي واخي وقدوتي الاستاذ الدكتور محمد عبدالملك المتوكل ، هنيئاً لكم الشهادة، وهنيئاً لكم الفوز العظيم بالانتقال الى جوار ربك حيث ستلتقي برفاق دربك الشهيدين جارالله عمر ويحي المتوكل. العزاء والمواساة لأسرتكم الكريمة؛ زوجتكم ورفيقة دربكم ام ريدان، وابنكم ريدان وبناتكم وكل افراد اسرتكم ومحبيكم، ولتلاميذكم واصدقائكم بامتداد اليمن كل اليمن، بل وبامتداد الوطن العربي. وأعزي نفسي، واستحضر اعتزازي وافتخاري بالمشاركة في مسيرتكم المدنية لما يقرب من أربعين عاماً. اعتز وافتخر بعلاقتنا المتميزة طوال هذا الزمن الطويل وباالرغم مما مرت بنا من تحولات ومنعطفات حادة وقاسية إلا اننا لم يخيب منا ظن الاخر في اي موقف. عرفتك وعايشتك خلال اصعب المواقف، ووجدتك دوماً شفافاً واضحاً حكيماً صلباً، وجدتك دائماً شديد الالتزام حد العناد والاصرار بالحوار الديمقراطي ورافضاً ومقاوماً للعنف والفساد، متمسكاً حد التشبث بمشروع بناء الدولة المدنية. انضممت الى محيط الاستاذ الدكتور محمد عبدالملك المتوكل وشاركت في مسيرته المدنية منذ تشكيل لجان التصحيح في عهد الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي في النصف الاول من سبعينات القرن الماضي. وكنت معه كمؤسس ومدير عام للمؤسسة العامة للتجارة الخارجية عندما كان هو وزيراً للتموين والتجارة والمسئول المباشر عن المؤسسة في عام 76 في عهد الشهيد الحمدي ايضاً. تفرقت بنا سبل الحياة وظل تواصلنا مقتصر على العلاقات الانسانية والشخصية حتى عاد لصنعاء زخمها السياسي مع تباشير الوحدة في عام 89. ومنذ ذلك الحين كنت مشاركاً متعلماً ومتتلمذاً معه في كل المشاريع السياسية التي شهدتها صنعاء. كان هو المبادر والميسر والمستضيف لكل تلك المشاريع، وكنت انا شريكاً معه بصفتي الشخصية او بصفتي الحزبية كعضو في التنظيم الوحدوي الناصري. كنت مشاركاً معه منذ تأسيس سكرتارية الاحزاب، الى المجلس الوطني للمعارضة بمرحلتيه الاولى والثانية، الى اللقاء المشترك وفي مرحلتيه الاولى قبل انتخابات 1997، والثانية بعدها، مع خروج حزب الاصلاح من المشاركة في الحكومة وانضمامه الى المعارضة، وكنت معه في كل فعاليات ومواقف تلك المرحلة وما بعدها. ومع مغادرتي التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وتأسيسي لمنتدى التنمية السياسية كان الدكتور المتوكل مستشار المنتدى ومرجعيته. اشعر بالاسف لانني اعتذرت عن مشاركته في لجنة التوفيق والتقريب بين الاحزاب التي تأسست وقامت بدور مهم خلال الأشهر الاخيرة. كم اجد الان سبب اعتذاري تافهاً. اكرر لك الدعاء بالرحمة والمغفرة، واكرر لكم التهنئة بالفوز العظيم. _____________ *رئيس منتدى التنمية السياسية