أعلن أهالي حي المسورة في بلدة العوامية بالقطيف، شرق السعودية، رفضهم مغادرة منازلهم رغم محاولات الإخلاء القسري التي تقوم بها السلطات السعودية لإجبار الأهالي على مغادرة منازلهم عنوة. وكانت السلطات السعودية في المنطقة الشرقية أعلنت في 31 ديسمبر من العام الماضي أن الحكومة السعودية بدأت عملية إخلاء الحي التاريخي في بلدة العوامية، مسقط رأس الشهيد الشيخ نمر النمر، وسط رفض شعبي وحقوقي واسع. وأعلن الناشط الحقوقي علي الدبيسي اليوم الأحد، 29 يناير، بأن منظمات حقوقية راسلت الأممالمتحدة ورفعت شكوى بشأن قرار هدم الحي الأثري في البلدة، وأكد الدبيسي بأن إصرار آل سعود على قرار الهدم هو “تعد على الحقوق الثقافية”. وكان المشرف العام على مركز التراث العمراني في السعودية، مشاري النعيم، رفض قرار هدم الحي وأكد بأنه ينطوي على مخالفة لنظام الآثار والمتاحف والآثار العمراني، بحسب تعبيره. وقد عمدت السلطات السعودية إلى قطع الكهرباء عن منازل الحي لإجبار المواطنين على مغادرته، وهو ما دفع الأهالي والناشطين لإعلان حملات تضامن ومساندة للأسر المتضررة ودعمها ماديا ومعنويا للصمود في وجه قرار الإخلاء. ولم يستبعد ناشطون أن يكون قرار هدم الحي على صلة بالاستهداف السعودي الممنهج والمتواصل بحق العوامية وأهلها التي تعتبر الحاضنة الأساسية للحراك المطلبي في منطقة القطيف، وتتعرض يوميا للحصار العسكري وعمليات المداهمة والاقتحام المسلح من جانب قوات الطواريء السعودية مدرعاتها بهدف تصفية نشطائها السياسيين وبعض من المطلوبين على القوائم السعودية. من جانبها، قالت منظمة (أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين) بأن قرار هدم حي المسورة يطال واحدا “من أقدم المناطق” في العوامية. وذكرت المنظمة في بيان أصدرته في 26 يناير الجاري، بأن الحي يعود إلى 4 قرون ماضية، ويشتمل على 400 منزل “ويمتاز بالشوارع القديمة والمباني المصنوعة بالطين والمنازل التاريخية التي بُنيت من حجر البحر”. وهو ما يجعله “من المواقع الثقافية” في المنطقة. المنظمة أوضحت بأن هذا القرار يأتي في خضم أزمة سكن خانقة في العوامية، مع ارتفاع ملحوظ في مبالغ الإيجارات، بحسب ما أكد أهالي البلدة في مواقف مصورة والذين رفضوا الالتزام بقرار الإخلاء وأكدوا أنهم سيبقون في منازلهم حتى الموت. وأشارت المنظمة إلى أن الحكومة السعودية شرعت في عمليات هدم متضافرة طالت معالم قديمة وأثرية تعود إلى ما قبل تأسيس مملكة آل سعود، وبينها آثار لآل الرسول الكريم وأصحابه، ما أدى لتدمير أكثر من 90% من معالم البلاد، بحسب المنظمة. وقال حسين عبدالله، مدير المنظمة، بأن خطة الحكومة السعودية لتدمير حي النسورة يوضح “تجاهلها للمواقع التاريخية والثقافية”، وأوضح أنها تسببت في طمس ما لا يحصى من القطع الأثرية والمواقع الثقافية وتدميرها.