شُلت الرياضية اليمنية بعد بدء الحرب وخاصة القصف الجوي لتحالف العدوان الذي لم يفرق حتى في استهداف المنشآت الرياضية، بينما أصبحت المقرات الحكومية شبه خالية حتى من منظفيها، ومنها وزارة الشباب والرياضة، كاحتراز طبيعي من القصف الذي شل حتى حركة السكان الذين تعطلت أعمالهم . توقفت الكثير من البطولات الرياضية اليمنية الداخلية سواء داخل المدن أو خارجها، وأدى سيطرة المتحالفون مع التحالف العدواني لمناطق يمنية، بينها مدن جنوبية وشرقية، إلى توقف حركة الرياضيين بين المدن والمحافظات.أصبحت كرة الحرب وملاعب المواجهات ومدرجات الرصاص والموت هي المسيطرة على الشعب اليمني.خرج من الوطن كبار المسؤولين ورجال أعمال ورياضيون .أصبحت الملاعب، وخاصة في صنعاء شبه خالية إلا من حراسها الذي أيضًا كانوا يعيشون وكأنهم في مواجهة الموت تحسبًا لقتلهم في أي وقت بصواريخ فتاكة.والأغرب هو أن أغلب قيادات الاتحاد غادروا أيضًا صنعاء وبعضهم غادروا اليمن، بل إن بعضهم جاهر بخصومته لبعض الأطراف السياسية، مما جعل الرياضة اليمنية في موقف لا تحسد عليه، وكادت تقحم في الصراع السياسي والعسكري. رغم الخوف من القصف وتوقف الأنشطة الرياضية في صنعاء، إلا رئيس نادي الوحدة أمين جمعان فاجأ الجميع بإصراره على استئناف النشاط الرياضي، وخاصة الدوري، وحول نادي الوحدة إلى نادي الأندية الرياضية اليمنية، وجعله مفتوحًا لكل الرياضيين ولكل الأنشطة، فتم استئناف دوري البراعم والشباب، ثم جعل النادي أيضًا معسكرًا تدريبيًّا للمنتخب الوطني، وأطلق دوريًّا شتويًّا في مطلع 2018، ثم رمضانيًّا، ونجح في جلب أندية تقع تحت الموالين للتحالف، ومنح الضمانات لسلامة الأندية ولاعبيها . وأصر أن الرياضة ليس ملكًا لأي طرف سياسي، وهي روح الشعب اليمني، كما هو اسم وطنهم اليمن. وجد صعوبة بالغة في إقناع الأطراف لعدم إقحام الرياضة والرياضيين في الحرب والاختلاف السياسي، وسهل جمعان كل الإمكانيات المتاحة، وبإشراف منه شخصيًّا حتى يحافظ على الرياضة اليمنية. حاز جمعان على لقب المنقذ للرياضية والمحارب الرياضي وموحد الرياضيين. ولم يكن ذلك سهلاً عليه، بل كان يتجرع صكوك الاتهامات من كل الأطراف المتحاربة التي حاولت أن توقفه عن ذلك.لم يكونوا يعلمون أن جمعان يخلق سلوكًا رياضيًّا يمنيًّا يحافظ على الدم الوطني اليمني مهما اختلف السياسيون والمتحاربون، ومهما حاول خصوم اليمن الخارجيين إيجاد روح يمنية منقسمة تخدم مصالحها في تفتت اليمن.في صنعاء كان البعض ينظر إلى جمعان بأنه مع العدوان لأنه يدعم الرياضة ولا يدعم جبهات القتال، ولا يصرح ضد خصوم الوطن حتى أشيع عنه إشاعات تخوينية. وفي الجانب الآخر الموالي للعدوان، يرون أنه بتفعيل النشاط الرياضي يخدم حكام صنعاء، عبر إظهار صنعاء بأنها تمارس الأنشطة الرياضية بشكل طبيعي، وكأنه جبهة تواجه التحالف رياضيًّا.وما بين إشاعات التخوين المتطرفة كاد جمعان يقدم حياته في مارس 2020 على يد متطرفين حاولوا اغتياله بأكثر من 16 طلقة رصاص.. مستغلين تواضعه ومدنيته.لكن يبدو أن نية أمين جمعان الوطنية سبقت عمله، ليكون الله حافظًا له، فسافر إلى الخارج ليتلقى علاجه بحزن عميق وسط جماهير الرياضة.وكان من الصدف خلال تلقيه العلاج ظهور مرض كورونا الذي شل النشاط الرياضي في العالم . كأن القدر غضب غضبًا جعله يرفض أي نشاط رياضي في اليمن خاصة، والعالم عامة، إلا بوجود جمعان، الأمين في وطنه. لكن جمعان ما إن عادت له صحته حتى شد رحاله إلى لصنعاء، وكان القدر أيضًا ضمن منتظريه، فعادت روح الرياضة.رغم الحرب على اليمن ورغم مرض كرونا، عاد جمعان نشيطا متحديًا لخصومه وللموت؛ لأن الله قدر عودة الرياضة رغم مرض كورونا، ورغم أنه خارج الوطن. وفي منتصف عام 2020 خاض لاعبو نادي وحدة صنعاء أول تمرين رياضي لكرة القدم، عقب توقف جميع الأنشطة الرياضية في اليمن بشهر مارس بسبب فيروس كورونا. وطبق لاعبو الفريق التمارين في ظل إجراءات التباعد الاجتماعي بمجموعات صغيرة وبشكل صارم. والتزم اللاعبون بشروط الوقاية الرياضية وغياب الاحتكاك الجسدي، واعتمدوا على التمارين الخفيفة التي تمنع التقارب بين اللاعبين.وفي ديسمبر2020 عاد جمعان إلى صنعاء وأجرى تطورات في نادي الوحدة وفتح أنشطة رياضية أخرى .