- هذا ما حدث في صلاة عيد الفطر بجامع الصالح : - دعا الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح قيادات المؤتمر الشعبي العام والتحالف الوطني الديمقراطي الى مشاركته صلاة العيد في جامع الصالح . - صباح أمس .. تأنق (الزعيم) وانطلق الى الجامع ووجد الرئيس "هادي" هناك يؤدي الصلاة مع كبار قيادات الدولة ، فوقف بجوار الشيخ الحليلي وصلى العيد وجلس بعدها بجوار الرئيس للاستماع لخطيب الجامع ، ولم يكن الجنرال "علي محسن" موجوداً بعد ، ويبدو أن "هادي" أوعز لأحد خاصته بإستدعاء "محسن" الذي هرول سريعاً وجلس على مقربة من "صالح" ، ولما انتهى الخطيب من حديثه ، أظهر التلفاز حرص الرئيس هادي على الامساك بيد "صالح" بيمينه وقد شدّ اليه "محسن" وقربه لحمل الاثنين على المصافحة ، إلا أن الزعيم عانق الرئيس ولم يستجب لإستجداء رفيقه القديم . - أقبل علي محسن مهرولاً إلى جامع الصالح ولم يؤذه أحد ، لأن (علي عبدالله صالح) رجل لا يغدر ولا ينال من الآمنين في حماه ، ولا يقتل المصلين كما فعل الخونة بجامع النهدين في تلك المجزرة الرهيبة لصُنّاع الفتنة الثورية الوقحة . - في ذاكرتي عشرات الصور التي تجمع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح مع رفيق دربه الجنرال المنشق علي محسن ، غير أن صورة الأمس التي شاهدها العالم ورفض فيها (المخلوع) مصافحة (حامي الثورة) !! دوناً عن كل مواقف وصور وأحداث اليمن السابقة تمثل فارقاً تاريخياً صامتاً لرفض (المظلوم) مد يده لمصافحة (الظالم) الآثم ، وهي أيضاً تشييع مخزٍ لربيع الثورات المأجورة و قد أذن "صالح" في الناس والساسة والجماعات بداعي التصالح والتسامح السياسي والتوحد من أجل الوطن فقط ومن أجل ثوابته التي تتآكل ، ومن أجل المواطن الذي يموت ولا يجد مساحة ملائمة لعبارة نعي في صحيفة رسمية ، فأقبل الجميع ورحبوا بكل ما بادر به رئيس المؤتمر الشعبي العام ، وفرحوا بصفاء العناق الذي جمع الرفيقين المناضلين ( هادي و صالح) بما يوحد تنظيمهما الوطني في مواجهة المد المذهبي المقيت والأفكار العقائدية العنصرية . - إنه (#لقاء_السحاب) .. وما ينبغي على الرئيسين فعله بعد اليوم هو العمل على ازالة الخلافات العالقة وتوحيد الرؤى والانتصار للحرية والعدالة والدولة المدنية وقد تخففا سوياً من (الأثقال) التي تحملوها خلال عملهما معاً .. وسيجد "هادي" أن "صالح" هو الرفيق الحكيم الذي يُستأنس برأيه ، وأنه المعين النصير .. وأنه حين التقى بخصومه المجرمين لم يقتلهم كما فعلوا معه ، فمن دخل "جامع الصالح" فهو آمن . .. وهكذا تكون الأعياد .. والى لقاء يتجدد