في كل ساعة وفي كل يوم تواجه مستشفيات أمانة العاصمة وبالأخص مستشفى الثورة جحافل المرضى القادمين من جميع محافظات الجمهورية طلبا للخدمة غير المتوفرة إلا فيها، أو هروبا من أحد المستشفيات الخاصة الذي استنفد كل ما لديهم من أموال. فبالرغم من أن جميع المستشفيات العامة تساهم في تقديم خدمات لا يمكن إنكارها للمواطنين إلا أن جميع المستشفيات العامة والخاصة تحيل يوميا الكثير من الحالات وخاصة الحرجة إلى مستشفى الثورة العام بصنعاء، لدرجة أن بعض المستشفيات الخاصة تقوم بانتقاء معالجة الحالات المرضية البسيطة بمنظور مادي لا طبي وإنساني. وهذا بالطبع يؤدي إلى ضغط غير طبيعي في هذا المستشفى الذي تتجاوز قدرته الاستيعابية 900 سرير منها حوالي 90 سريرا في العناية المركزة، بما ينعكس على مستوى الأداء والخدمة ويجعله يصل يوميا إلى مرحلة التشبع بالمرضى ويصبح عاجزا عن استقبال المزيد. لكن حشود المرضى لا تزال في توافد مستمر، وهنا يضطر الأطباء إلى إحالتهم إلى مستشفيات عامة أخرى، لكن هذه المستشفيات لا تتوفر فيها بعض الإمكانيات الضرورية لإنقاذ بعض الحالات مثل الفشل الكلوي وعمليات القلب المختلفة والعنايات المركزة، ولنا أن نتصور خيبة الأمل لدى المرضى القادمين من المحافظات غير المقتدرين على دفع تكاليف المستشفيات الخاصة التي لا ترحم. ومثل هذه السياسات الصحية تدعو إلى التساؤل، حيث يتم تحميل مستشفى وحيد أضعاف طاقته الاستيعابية باستقبال ملايين المرضى القادمين من مختلف محافظات الجمهورية، والاكتفاء بإنشاء مباني المستشفيات والمراكز الصحية في المحافظات مع افتقارها إلى أبسط مقومات المعالجة خصوصا الكادر الطبي. ملاحظة: رغم الازدحام المفرط للمرضى ضعيفي المناعة داخل المستشفى تم مؤخرا تحميل مستشفى الثورة العام بصنعاء مسؤولية عزل حالات مرض أنفلونزا إتش1إن1، الذي عاد للظهور مجددا، في وقت تم تقليص ميزانية المستشفى بدلا من زيادتها. [email protected]