الذين يمارسون سياساتهم بالفوضى والارتجال لا يدركون بأن تحديد أهداف الثورة كان مدروسا بعناية وكانت جميعها مستلهمة من معاناة الشعب ومن مفاصل جراحاته النازفة وأن إعلانها لم يكن إعلانا اعتباطيا يمكن التراجع عنه من أول خطوة تقوم بها السلطة لمواجهة الثورة بل اتخذ القرار بمسئولية كاملة ولدى من تبنونه من الناس الاستعداد الكامل للتضحية في سبيل هذه الأهداف المحددة والواضحة والشعبية. وهؤلاء المعتصمون ومعهم جماهير الشعب كانوا ولا يزالون يعتقدون بأن أي تضحية قد تدفع في سبيل انتصار هذه الثورة هي أقل مليون مرة من التضحيات والأضرار التي سيدفعها شعبنا جراء تمرير الجرعة واستمرار هذه السلطة ومخرجها القبيح ممثلا بحكومة المسخ التوافقي! * نعم ولكن! يكفي دليلا أن أهداف الثورة صحيحة وشعبية ووطنية وستنتصر حتما هو أن أحداً من خصومها لا يستطيع أو بالأصح لا يجرؤ أن يدعي علنا بأنه ضدها وغالبا ما يتلفح لرفضها بقضايا أخرى لا علاقة لها بالثورة ولا بأهدافها! كلهم يقولون بأنهم ضد الجرعة وجميعهم يدعون بأنهم مع إسقاط الحكومة وحشودهم تقول بأنها مع تنفيذ مخرجات الحوار الوطني. طيب لماذا ترفضون الاستجابة لما يطرحه الثوار ودعكم من الحوثي أو من سلاح الحوثي أو من تخلف الحوثي أو من استغلال الحوثي لمعاناة الشعب! أكثر من كذا إذا كنتم تكرهون الحوثي- وأنتم كذلك- فحققوا مطالب الشعب دون زيادة ولا نقصان وستكفوننا امتلاك الحوثي لقلوب ملايين اليمنيين قبل شوارعهم الثائرة. *مراهنة خاسرة راهنوا منذ البداية على إغراء أنصار الله بالمناصب الحكومية وكانوا ينتظرون أن يتراجع أنصار الله ولو ملي واحد عن موقفهم الوطني من مطالب الشعب المقهور وبعد أن يكشفوا ظهرهم من قبل شعبهم الثائر حينها يكون الذبح لعناصرهم في صنعاء داعشي بامتياز! لكنهم فشلوا وفشلت الفتنة الإجرامية التي بيتوها بخبث وعادت اللجنة التآمرية بخفي حنين. أيها الشباب ضمانة في حرية المعتقد وفي العيش الكريم هي هذه الثورة ولا خيار سوى الانتصار لأن التراجع يعني الانكسار والتشظي والعياذ بالله. * تهمة القبيلة والعسكرة طوال أيام وأسابيع وهم يتحدثون عن سلاح الحوثي وعن عدم سلمية الثورة ضد الجرعة غير أن من استخدم السلاح حتى الآن ليسوا القبائل التي يدعون بأنها تحاصر بأسلحتها الثقيلة مداخل صنعاء ولا المعتصمين أو المتظاهرين ضد الجرعة والحكومة داخل صنعاء... من استخدم السلاح وقتل به المعتصمين السلميين هم فقط من يتهمون الثورة بالسلاح والعنف! ألم أقل لكم بأن التهم التي يروجونها باستمرار ضد خصومهم تستبطن ممارسات وأفاعيل إجرامية ينوون هم أنفسهم ارتكابها ضد الآخرين.