بعد قرابة عامين من حادث تحطمها في المحيط الأطلسي، أعلن مسؤولون فرنسيون، الاثنين، العثور على بقايا ركاب داخل أجزاء من حطام طائرة "أير فرانس" التي تحطمت بعيد إقلاعها من مطار "ريو دي جنيرو" بالبرازيل ومقتل 228 شخصاً عام 2009، في أسوأ كارثة جوية للناقل الوطني الفرنسي فشلت التحقيقات في تحديد أسبابها. وكانت الرحلة AF-447، قد تحطمت أثناء رحلة إلى العاصمة الفرنسية، باريس، في أواخر مايو/أيار عام 2009. وقالت ناتالي كوسيوسكو-موريزي، وزيرة علم الإحياء (إيكولوجي) الفرنسية لراديو فرنسا: "عثرنا على بقايا مازالت في أجزاء الطائرة التي عثر عليها." وكانت وكالة التحقيقات في الحوادث الجوية الفرنسية "BEA"، قد أعلنت في وقت سابق، الاثنين، إن فريقاً اكتشف أجزاء الطائرة، وهي من طراز A330-200، أثناء عملية بحث في أعماق المياه خلال الأربعة وعشرين ساعة الماضية، دون تحديد ماهية الأجزاء التي تم العثور عليها. كما لم تشر الوكالة إلى العثور على بعض رفات الركاب، واكتفت بالإشارة إلى أن الحطمام المكتشف هو الجزء الرئيسي من بدن الطائرة وبدوره قال الوكالة جين-بول تروداك، في حديث إذاعي: "يبدو اننا اكتشفنا موقع تحطم الطائرة.. فحتى اللحظة لم نعثر سوى على قطع صغيرة منها طافية فوق سطح الأطلسي. وفشل المحققون، حتى اللحظة، في تحديد أسباب تحطم الطائرة أو في العثور على الصندوق الأسود لتسجيلات الرحلة رغم عمليات البحث المكثفة بمشاركة غواصات من البحرية الفرنسية. كما لم يتم العثور على معظم جثث من كانوا على متن الرحلة المنكوبة ويبلغ عددهم 228 شخصاً من ركاب وطاقم. وخلصت تحقيقات الوكالة الفرنسية بعد معاينة البقايا القليلة للحطام والجثث، إلى أن الطائرة ارتطمت بسطح المياه أولاً. وأشارت الرسائل الآلية الصادرة عن الطائرة قبيل قليل من تحطمها إلى خلل في تحديد السرعة الجوية للطائرة، وفق ما قال المحققون الذين نفوا في الوقت ذاته أن يكون العطل التقني بذاته كافياً للتسبب في الكارثة. وأوضح محققون فرنسيون أن الرحلة بعثت ب24 رسالة آلية بوجود خلل قبل تحطمها في المحيط الأطلسي، ما يوحي بأن الطائرة كانت تحلق بسرعة شديدة أو بطيئة للغاية، خلال جو عاصف. ويشار إلى أن منطقة تحطم الطائرة في المحيط الأطلسي تحتاج السفن إلى قطعها خلال ما بين يومين إلى أربعة أيام للوصول إليها من أقرب ميناء بحري في البرازيل أو السنغال في الجهة الأخرى من غرب أفريقيا.
كما أنها منطقة ذات تضاريس وعرة وتكثر بها الجبال والوديان تحت أعماق المحيط. وكان الغموض المحيط بأسباب اختفاء الطائرة الفرنسي، قد تزايد بعد الإعلان عن أن 12 رحلة مختلفة حلقت في ذات مسار الرحلة المنكوبة في 31 مايو/ أيار عام 2009دون مواجهة اضطرابات جوية. وحينها أكدت العديد من شركات الطيران تحليق عشرات الطائرات في رحلات عبر الأطلسي من ريو دي جانيرو إلى باريس في ذات الوقت والمسار، دون أن تعترضها أحوال جوية مضطربة. وقال ناطق باسم الناقل الوطني الفرنسي، إن أربعة طائرات تابعة للشركة، انطلقت في ذات الإطار الزمني في ذات المنطقة، مشيراً إلى أن الأولى أقلعت من "ريو دي جانيرو" في الساعة 4:20 مساءً، وغادرت الثانية مطار "ساو باولو" المجاور، بجانب أخرى انطلقت من ذات المطار في الساعة 7:10 مساءً، بالإضافة إلى أخرى أقلعت من "بوينس أيريس" بالأرجنتين في 5:50 مساء ذات اليوم. كما غادرت طائرتان تابعتان لشركة "أيبريا" الأسبانية، واحدة من "ريو دي جانيرو" وأخرى من "ساو باولو"، بالإضافة إلى ثالثة تابعة للناقل الوطني البريطاني "بريتيش أيرويز"، وثلاثة أخريات تابعة لخطوط TAM البرازيلية. وسلكت كافة تلك الرحلات ذات مسار الطائرة الفرنسية المنكوبة، دون الإبلاغ عن اضطرابات جوية تذكر.