اكتشفت الان فقط ان ربك غير منصف كيف يجعلني اشتاق الى ظفيرة وحده من يراها، هذه معركة خطيرة وغير متكافئة على الإطلاق الشوق والحرب وانت، ثلاثة انتم وانا وحدي اتدثر بالخيال وابحث بين جدران الطين البارد في قريتي عن جدة تحفظ الاساطيرجيدا لأتقرفص - كالأطفال - جوار خاصرتها عَلَها حين تروي لي حكاية "وريقة الحناء" اراك . .............................................. .............................................. وريقة الحناء اضاعت حذائها والجدة التي تمد ساقيها من التعب اضاعت ذاكرتها وانا من الوجد اضعت بوصلتي وفقدت حتى القدرة على الخيال. *** ايها "الفيس بوك" ارني وجه حبيبتي، الشوق سجان لئيم لم يعد بوسعي الاحتيال عليه كل مساء دون ان ارشيه بكأس"فودكا". اريد ان اصرخ عاليا : ارني وجه حبيبتي يا"فايرستاين" اصوات المدافع التي يتسلى بها ابناء "الشيخ" و"الفندم" تثيرني جنسيا وربطة العنق" التي ارتديها تافهة وتشعرني على الدوام كما لو انني خروف مربوط الى جذع ثورة طاعنة في السن. ارني وجه حبيبتي يا"بان كي مون". "الفيس بوك" لا يشعر بي ابدا وليس معنيا برموشي ال تتساقط من الانتظار و"فايرستاين" لئيم ولا يستطيع حتى ان يكون "جدتي" مثلا ويلتقط الشعرة من وجنتي يحدثني مداعبا : تمنى ؟ لأرد متلهفا : - اتمنى ، فقط ، ان ارى حبيبتي . ......................................... ......................................... ارني وجهك يا حبيبتي، تعبت من السفر في البوم الصور القديمة وأشعر كما لو أنني قلب محنط في مجاهل تراث كتب عليه : ممنوع الأقتراب .. ممنوع التصوير.. ممنوع اللمس . اشعر ان عيوني قطعتا ثلج .. انظرالى شاشة الحاسوب، الى ساعة يدي، الى ساعة الحائط، الى وجهي في المرآة ولا ارى شيئا على الإطلاق. أشك أنني حي وأعتب على الأصدقاء الذين لم يعزوني ولم يكتبوا - مثلا - أن طبق خرافي فقد الرؤيا تماما وارتطم بالإرض، ذلك هو أنا. ................................................. ................................... *** الحرب ظرف عارض .. الثورة ظرف عارض . المسيرات والهتافات والانبياء المفخخين والمنصات التي تحولت الى راجمات بيانات كريهة .. كلها اشياء عارضة دمرت ذائقة الياسمين. ميكرفونات المضاهرات والمساجد والساحات وقنوات التلفاز جميعها "مثل مواليد القطط بلا عيون ولا ذاكرة.." بلا موسيقى سيرقص الصبح القادم على عزف اصابعها وفي الجانبين يا حبيبتي ثمة بلاطجة تفيدوا الأشجار والظلال وذبحوا التسامح الميكرفونات اسلاك شائكة وعروق ديناميت والمنصة المشغولة بالإستغفار كلهم يصرخون.. يهتفون .. والكراهية وحدها تصدح الان. قلت لمهندس الصوت : - طبلة اذني مخرومة و"قلبي واجعني". قال : - انت مُندس!. قلت لذاك الذي كان يتسلق امامي عمود الكهرباء - الضوء يحتاج الى رجل وامرأة . - رد غاضبا: - استفغر ربك هذا اختلاط ؟! ........................ ........................ الأفكار الطاعنة في السن .. الرصاص واللصوص والدين الواقف عند قريش، سرقوا ظفيرة الثورة وضحكتها سرقوا حتى الخيال. ليتني استطيع ان اخلع راسي كخوذة محارب يوناني قديم وانام لأحلم فقط انني اراك اريد ان اتنفس رائحة العطر الذي يتسرب من بين مفاصلك اريد ان اسمع غرغرة الماء في فمك اريد ان احس برغوة الصابونة وهي تكبر تكبر تكبر فيك اريد ان احس بفرحة الماء الذي تستحمين به اريد ان احس بدفء المنشفة التي تدعكين شعرك المبلل بأطرافها وسأكون اسعد انسان لو انني استطيع ان اصير بين نهديك قلادة . .......................... .......................... ايها الرب العظيم امنحني خيال يليق بحبيبتي انا متعب جدا جدا والساحة التي تتحول الى واعض يطلق اللحى ويقص اجنحة العصافير لا تفعل شيء اكثر من انها تفتح حنفية الضوضاء فوق رؤوس الكل. اااااه يا رأسي. الضوضاء اسوأ استعمار عرفته البشرية حتى الان ، ساحة تصرخ "ضد" وساحة تصرخ "مع" والمسافة الفاصلة بينهما مثل المسافة مابين عين وعين لا الشيخ "المُبندق" ولا "اللحية "المُصففة ولا "القائد" الرمز يفهمون ما نريد الساحات نهدين مكتنزين وحده الرجل "السُنتيان" من يستطيع ان يصير الزعيم الموحِد . ***