• يقتل القتيل ويمشي في جنازته... ينطبق هذا المثل المصري الذكي على الكثير من النائحين على استشهاد الدكتور محمد عبدالملك المتوكل، إلى درجة تجد البعض يذرف الدموع ويده ما تزال ملطخة بدم المجني عليه. • قبل لحظات من مقتل المتوكل كان أحدهم يدافع بواحة عن الإرهاب والإرهابيين ملتمسا أعذارا ومبررات أكثر وقاحة من أعمالهم الإجرامية، وعند مقتل الدكتور ذرف صاحبنا دموع حارة وفي اليوم التالي عاد ليدافع عن الإرهابيين بنفس الأسلوب والأدوات. • هؤلاء لا يتورعون عن استخدام أي شيء وكل شيء في سبيل تحقيق غاياتهم مهما كانت حرمة الوسائل وبشاعتها، هؤلاء فقدوا جميع القيم والأخلاق والمبادئ التي تربطهم بالإنسانية وانضموا إلى جنس مشوه يسكن المسافة بين البشر والحيوان. • جماعة تقدم نفسها للناس بلباس المدنية والحضارة والرقي وهم ألدّ أعداء الدولة والمدنية والتعايش السلمي، لا يؤمنون بالآخر وحقه في حياة حرة وكريمة، هؤلاء الأدعياء يملؤون صفحات الفيسبوك والمواقع الإخبارية بقذارتهم دون حياء من الناس أو حتى من أهالي الضحايا. • عندما نفذ الإرهابيون جريمتهم البشعة في مديرية جبل راس قبل أيام وعادوا ليحتفلوا بذبح أكثر من 16 مواطنا ونهب سيارتين كان هناك كائنات فسبوكية تشاركهم الاحتفال بطريقتها. • عندما أمر على صفحة أحدهم أشعر بالغثيان، قد يعلق أحد القراء "إذن لا تمر منها" سأرد عليه إنه من الضروري بل الواجب الوطني أن نطلع على كل ما ينشره هؤلاء مهما أصابونا بالأذى، ليس لأننا نتلذذ بالعذابات، ولكن حتى نقف على حقيقتهم الزائفة ونجنب أنفسنا الوقوع في الخديعة مرة أخرى. • أصدقكم القول .. لقد أصبحت أستحي من كوني صحفياً أقتات من هذه المهنة بعد أن تحولت إلى أداة رخيصة يستخدمها أباطرة المال والنفوذ لتصفية حساباتهم الشخصية والحزبية والدينية على حساب دماء البسطاء وأرواحهم. • كم هائل من القهر والحزن والألم يعتصر قلبي كلما خطر لي حال أهالي العسكر المغدورين والبسطاء المذبوحين على أيدي الإرهاب دون أن يلتفت لهم أحد، أمهاتهم ،أطفالهم، زوجاتهم و أقاربهم، ويتضاعف الحنق والغضب على تلك الكائنات المكرفتة التي تقف إلى جوار القتلة بلباس المدنية الزائفة.