إذا سقطت يوما وأنت تعبر الطريق ، ستجد من يبتسم ويقول لك لا يقع إلا الشاطر ،أما إذا كنت مصابا بهشاشة العظام فاحذر لأن هذه السقطة قد تسبب لك الكثير من الألم ، فعظامك الهشة لن تتحملها ،وسيصيبك كسرا قد تحتاج الكثير والكثير من الوقت لعلاجه ، هذا إذا استطعت علاجه نحن جميعا معرضون لهذا المرض وذلك لأنه إذا كنت تجاوزت الخامسة والعشرين فإن كتلة العظام في جسدك تقل بنسبة 0.3% سنويا ،وإذا كنت امرأة فهي تقل بنسبة 0.5 % ، والمرأة تتعرض لفقد أكبر في العظام بعد سن الأربعين ووصولها لسن اليأس ليصبح معدل الفقد في العظام 2 إلى 3% سنويا ، فتصبح العظام هشة رقيقة وعرضه للكسر بسهولة ،وتبدأ رحلة العذاب مع المرض الذي يفضل كبار السن والنساء خاصة . ماذا تعني هشاشة العظام : مرض هشاشة العظام هو مرض يصيب العظام ويجعلها رقيقة وتحتوي على الكثير من الثقوب بداخلها ، فتبدو مثل الإسفنج مما يجعلها قابلة للكسر ،وتحدث بسبب تلك الهشاشة كسور في الورك والعمود الفقري والمعصم ،وربما تؤدي لإعاقة جسدية تجعل من الصعب أن تعيش بمفردك ، وتجعل من الضروري وجود شخص يقوم على خدمتك ، ومرض هشاشة العظام ليس بالمرض النادر بل هو مرض شائع في كبار السن وخاصة النساء ، وتشير الدراسات إلى أن 10 مليون أمريكي مصابون بهذا المرض وهناك 18 مليون آخرين معرضين للإصابة به. أسباب مرض هشاشة العظام : أن ترق العظام مع تقدم العمر فهذا أمر طبيعي ولكن لا يكون له أثار خطيرة إلا في حالة أن يكون هذا الترقق كبيرا ومبالغا فيه ، وأسباب ظهور الهشاشة تنقسم إلى قسمين : أسباب طبيعية ولا يمكننا السيطرة عليها وأسباب أخرى يمكننا التحكم فيها . الأسباب الخارجة عن إرادتنا : 1- العمر : كلما تقدم عمرك ، كلما كنت معرض لأن ترق عظامك . 2- أن تكون امرأة : المرأة بصفة عامة معرضة للإصابة بالهشاشة ،وتزداد احتمالية الإصابة بعد أن تصل لسن اليأس حيث يقل إفراز هرمون الإستروجين الذي يلعب دورا كبيرا في الحماية من هشاشة العظام . 3- التاريخ المرضي لعائلتك: كلما كان في عائلتك أشخاص أصيبوا بهذا المرض ، كلما كنت معرض للإصابة به. 4- بنية الجسم الضامرة : أصحاب تلك البنية يكونون معرضين بشكل أكبر للإصابة بهشاشة العظام . 5- العرق : أن تكون إفريقيا فأنت محظوظ ، فهذا المرض لا ينتشر بين الأفارقة ولكن الأسيويين والأوربيين يكونون معرضين للإصابة به بشكل أكبر . عوامل يمكن أن تتحكم فيها : 1- التدخين : المدخنون معرضون بصورة أكبر للإصابة بهشاشة العظام . 2- شرب الخمور: تلعب الخمور دورا كبيرا في الإصابة بالهشاشة 3- عدم ممارسة الرياضة : الأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة يكونون معرضين للإصابة بهشاشة العظام . 4- عدم تناول الكميات الكافية من الكالسيوم وفيتامين د، وهما من المواد الهامة للحماية العظام من الهشاشة . أعراض الإصابة بهشاشة العظام: لسوء الحظ ، لا يلاحظ الكثيرون إصابتهم بهشاشة العظام إلا بعد أن يكون المرض قد وصل إلى مرحلة متقدمة ، وعادة لا يكتشف المريض إصابته به إلا بعد حدوث كسر ،وقد يكون هذا الكسر في الورك أو في العمود الفقري أو في المعصم ، وبصفة عامة يمكن أن يلاحظ المريض بالهشاشة وجود ألام في العمود الفقري ،كما أن طوله يقل عما اعتاد أن يلاحظ نفسه عليه ،وذلك بسبب وجود انحناءات في العمود الفقري . كيف يمكن تشخيص هشاشة العظام : يمكن تشخيص الهشاشة بقياس نسبة كثافة العظام بأجهزة خاصة بذلك ، وإذا لوحظ أن كثافة العظام أقل من الطبيعي فمعنى هذا حدوث إصابة بمرض هشاشة العظام ،وينصح الأطباء النساء اللواتي تزيد أعمارهن عن 60 عاما والرجال الأكبر من 65 عاما بالكشف الدوري على كثافة عظامهم. والآن كيف يمكن علاج هشاشة العظام: يعتمد العلاج على استخدام أدوية تعمل على تقليل هشاشة العظام ،وأدوية أخرى تزيد من سمك العظام ، كما قد يصحب العلاج أدوية تعالج الآلام والالتهابات الناتجة عن الكسور التي حدثت بسبب الهشاشة. ولكن من الضروري أن يصحب هذا العلاج الذي تأخذه ، تناول الكالسيوم وفيتامين د ، نظرا لما يلعبانه من دور مهم في عملية بناء العظام ، وحمايتها من الترقق . كما يجب على المصاب بالهشاشة أن يكون أكثر حذرا لحماية نفسه من خطر السقوط والتعرض لكسر العظام ،وذلك بعدم السير في الأماكن المظلمة وتوفير إضاءة جيدة في المنزل ، وإزالة كل ما يمكن أن يسبب له السقوط ، بجعل المسافات بين الأثاثات واسعة ، وإزالة السجاد ،وغيره من الأشياء التي يمكن أن تسبب عرقلته وسقوطه وتعرضه – لا قدر الله – للإصابة بكسر في العظام ، كما يجب عليه أن يكون حذرا أثناء السير في الطرقات وينظر جيدا أمامه . كيف نحمي أنفسنا من هذا الخطر : إذا أردت أن تحمي نفسك من خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام ، خاصة إذا كنت من الفئات المعرضة له ، فيجب عليك أن تعيش حياة صحية أكثر ،وتتوقف فورا عن التدخين ،وشرب الخمور ، كما يجب أن تمارس الرياضة باستمرار خاصة المشي والهرولة ،ورفع الأثقال وذلك لما تقوم به من دور في تقوية العظام،وأن تأكل الأطعمة التي تحتوي على مزيج من الكلسيوم وفيتامين د ، وذلك بأن تكثر من الخضروات الغامقة واللبن والزبادي التي تمدك بالكالسيوم ،وكذلك البيض والأسماك التي تمدك بفيتامين د.