قراصنة أمريكا يسطون على بلدان، وقراصنة أرتيريا يسطون على جزر، وقراصنة الصومال يسطون على سفن، وقراصنة الحزب الاشتراكي يسطون على مقالات.! قرصنة محرجة، حتى بالنسبة لحلفائهم من القراصنة: المقاتلين الذين يسطون على معسكرات، أو الجنرالات الذين يسطون على "تِباب"، أو المشائخ الذين يسطون على آبار نفط.! أشعر بالحرج من صلاح الدكاك وفتحي أبو النصر، وأنس القاضي، وهاني الجنيد.. وآلاف آخرين من المبدعين الاشتراكيين، لكن هذا هو الواقع، والواقع أن أنبل السياسيين وأروع المثقفين والكتّاب في اليمن ينتمون إلى هذا الحزب أو تخرجوا من مدرسته.. لكن مشكلة هذا الحزب المحظوظ بكوادره، كما قلنا مراراً، أنه منكوب بقياداته. مؤخراً، بتاريخ: 1/ 1/ 2015م، وفي حفلٍ أقامته كوادر الحزب في جامعة تعز، بمناسبة ذكرى الشهيد الخالد "جار الله عمر"، فرض أحد أعضاء اللجنة المركزية نفسه بخطابٍ تبيّن أنه -في جزء كبير منه - منقول حرفياً من مقال لأحد الكتّاب.!. صحيفة "الثوري"، الموقرة التابعة للحزب، بدورها، نشرت الخطاب، كخبر في عددها (2311) 8/ 1/ 2015م، ولم تنتبه -على الأرجح- أنها تنشر نصاً نشرته حرفياً قبل يومين في العدد(2309) لأحد الكتاب وبعنوان "جار الله عمر، وخطاب الوداع الأخير.! المقال بنفس العنوان سبق أن نشرته صحيفة "اليمن اليوم"، وفي نفس هذا العمود، قبل عام تقريباً من إعادة صحيفة "الثوري" مشكورة لنشره، ومن حادثة قرصنة القرصان الاشتراكي عليه. كان يمكن للمبدعين المشاركين في الإعداد للحفل كتابة نص أفضل وأنسب للمقام من المقال المقرصن، لكن الأمر ليس بيدهم، بل بيد القيادي "عبد الحكيم شرف"، عضو اللجنة المركزية، سكرتير ثاني منظمة الحزب الاشتراكي في تعز!.