يحتفل صحفيو العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الثالث من مايو من كل عام احتفاءً بالدور الكبير للصحفي الذي عادةً ما يكون في الجبهة الأمامية في كل أحداث العالم ،عدا الصحفيين في اليمن فهم أكثر عرضة لكل أعمال العنف والانتهاك والاعتداء بالضرب والاعتقال والإخفاء والقتل . اليوم العالمي لحرية الصحافة هو بمثابة الاحترام لهذه المهنة ولصاحبها وتأكيداً على الدعم لحرية الصحافة وحرية لتعبير والكلمة ،إلا أن اليمن كل شيء فيه مختلف عما يقال في كل إنحاء العالم ،ما يقال في خارج اليمن تكون ترجمته عكس داخل اليمن وبطريقة تدل على الحرب الشعواء لكل منتسبيها والتي تزايدت مع الأحداث التي مر بها اليمن وتعرض فيها الصحفي اليمني لشتى أنوع الاعتداءات وكان من بينها قتل واعتداء واعتقال وغيرها من الطرق التي حدت من تحرك الصحفيين لأداء مهنتهم بالشكل الصحيح . لم يعد الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة مهما بالنسبة للصحفيين اليمنيين جراء ما يتعرضون له من قبل سلطات النفوذ وأصحاب الوجاهات والشخصيات القبلية والأجهزة الأمنية والاستخباراتية ولم يأبهون بكل ما يقال لدعمهم بمهنتهم من قبل المنظمات المعنية بحرية التعبير والكلمة بعدما وجدوا أن هناك حرباً منظمة من قبل أطراف لا يمكن مواجهتها ولم يكن من يقف إلى جانبهم لمواجهة هذه الحرب.
الصحفيون في اليمن من ابرز الصحفيين في العالم الذين يتعرضون للانتهاكات وبشكل يتنافى مع القوانين المتعلقة بحقوق الإنسان وحرية التعبير والكلمة دون مراعاة للجانب القانوني الذي يمكنهم من أحقية تغطية الأحداث والحصول على المعلومة مهما كان ثمنها حتى يتم إيصالها للعالم لما يحدث في اليمن خاصة مع أعمال العنف والقتل التي شهدتها مدن يمنية عدة . الحديث عن وضع الصحفي في اليمن من كل النواحي لا يرتقي إلى مستوى باقي الصحفيين في دول العالم مادياً ومعنوياً وحقوقياً بسبب تركيبة المجتمع والأجهزة القمعية التي لا تحترم مهنة الصحفي الذي يبحث عن الحقيقة ويخاطر بنفسه ليس لأي شيء إنما عن المعلومة والحقيقة وإيصالها إلى من يريد التعرف لما يدور حوله خاصة الشأن المحلي ومتابعة جميع الأحداث . العام 2011 في اليمن كان من أسوأ الأعوام بالنسبة للصحفيين عام انتهكت فيه حرية الصحفيين وقتل من قتل واعتقل من اعتقل واختطف من اختطف على مرأى ومسمع من العالم والجهات المسؤولة عن حياة الصحفيين ،وكان من ابرز الاعتداءات وأعمال العنف مقتل الصحفي جمال الشرعبي في أحداث جمعة الكرامة الدامية ومقتل عبدالحكيم النور بمدينة تعز جراء قصف قوات الحرس الجمهوري على المدينة ،والاعتداء على مراسل قناة ال "بي بي سي" في اليمن عبدالله غراب بالإضافة التهديد بتصفيته جسدياً واعتقال الصحفي عبدالاله حيدر الذي ما يزال قابعاً في سجون الأجهزة الاستخباراتية، وغيرهم من الذين تم الاعتداء عليهم بالضرب ومصادرة معداتهم الخاصة . وما يزال مستقبل الصحفيين في اليمن يكتنفه الغموض مع استمرار أعمال التهديد والاعتداء عليهم في أماكن مختلفة من قبل أطراف مختلفة في ظل غياب دور الجهات المسؤولية والمكلفة بحمايتهم من الاعتداءات خاصة أنهم أصبحوا في مرمي النيران من قبل كل الأطراف. فيرى غالبية الصحفيين اليمنيين إن الاحتفال بهذا اليوم الذي ينادي بحرية الصحافة لم يعد له مكاناً بينهم في ظل تراجع الحقوق والحريات داخل اليمن من بينها حقوق وحريات شريحة الصحفيين الأكثر انتهاكاً بين طبقات المجتمع. ويأمل الصحفيين في اليمن أن يكون الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة أن يكون ملموساً بالنسبة لهم في حال أحسوا بتقدم في مجال العمل الصحفي والحقوقي وتوقف الاعتداءات التي تطالهم أثناء تأديتهم الرسالة الإعلامية، وإلا فإن الاحتفال لا وجود له في بلد يقتل فيه الصحفي بدم بارد دون أن تتحرك المنظمات والجهات المسولة عن أعمال العنف التي يتعرضون ،خاصة طيلة السنوات الماضية واشتدت مع الاحتجاجات التي اندلعت في اليمن وكان للصحفيين دوراً كبيراً في تغطية تلك الأحداث وهم من أقدم الناس الذين كانوا في الصفوف الأمامية ومع هذا كان لهم نصيباً من العنف والاعتداء والقتل وغيرها من أساليب الانتهاكات . فيعد اليمن من الدول الأكثر حرماناً من الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة لأنه لم يلمس هذه الحرية التي سيحتفل بها فأيام الصحفي ومستقبله محفوف بالمخاطر ،طالما وان الوضع لا ينذر بخير أمامهم فليكن يوم عالمي لحرية الصحافة وصحفيين بلا حرية .