أكد الدكتور سلطان الجابر وزير الدولة الإماراتى أن موقف الامارات تجاه الارهاب والتطرف واضح، وقال: "موقفنا واضح وصريح تجاه الارهاب والتطرف، فنحن نقف دائما في وجه الارهاب والتطرف ونقف بالمرصاد للجماعات الإرهابية التى تسعى لزعزعة الامن والاستقرار بأفكار إجرامية هدامة. مشيرا إلى أن الارهاب يهدف إلى نشر الدمار والفوضى لزعزعة الامن والاستقرار من خلال أعمال غير مرحب بها، يستشهد على أثرها المدنيون الابرياء، وهو ما يتنافى تماماً مع القيم الاخلاقية والانسانية ومع دين الاسلام المعتدل، ومؤكدا على أن الامارات تقف دائما صفاً واحداً في مواجهة الارهاب والتطرف، وتعمل للقضاء عليه حتى ينعم العالم بالامن والاستقرار، وقال: "ننسق ونتعاون ونتشاور مع الجميع لتكثيف الجهود لمحاربة التنظيمات الإرهابية". جاء ذلك خلال مؤتمر صحفى للجابر اليوم فى أبوظبى على هامش احتفال الإمارات بالعيد الوطنى ال 44 لدولة الامارات ويوم الشهيد. وتحدث الجابر عن الوضع في اليمن، وقال إن اليمن جزء لا يتجزأ من المنظومة العربية، وأمن واستقرار المنطقة ودول مجلس التعاون الخليجى، مشيرا إلى أن التدخل العسكرى من جانب دول التحالف العربى بقيادة السعودية في اليمن جاء استجابة لطلب رسمى من الحكومة اليمنية الرسمية لحماية اليمن من ميليشيات الحوثيين وعلى عبد الله صالح. وأضاف أنه منذ بداية التدخل العسكرى لقوات التحالف العربى فان دول التحالف تدعم الحل السياسى القائم على دعم الشرعية ومخرجات الحوار الوطنى والمبادرة الخليجية والقرار الاممى 2216، لكن الحل السياسى لا بد أن يكون مبنيا على هذه المبادئ. لافتاً إلى أن الانتصارات العسكرية التى حققها التحالف في اليمن أسست لواقع جديد يستند إلى الحق والعدالة ونصرة المظلوم وعودة الشرعية وجميع الاطراف المعنية للمسار السياسى. وأضاف أن الإمارات بلد الإنجاز والتطوير وارض التسامح والمحبة والانفتاح، والكل يعلم ان قطاع الاعلام خاصة في دولة شابة وذات طموح مثل الامارات له أهمية خاصة، مشيرا الى ان الاعلام ساهم وسيساهم في المستقبل وحاليا في أن يكون الكفيل او الوسيلة التى يتم من خلالها توصيل الرسالة بوجهها الحقيقى، ونحن في الامارات ركزنا على خلق مناخ منفتح لاستقبال الخبراء الاعلاميين لتكون الامارات مركزا هاما ومتخصصا في قطاع الاعلام. مضيفاً: " لا نزال نعمل على ان البيئة الاعلامية بالامارات منفتحة وتستقبل أرفع الامكانيات البشرية القادرة على أداء عملها تجاه القضايا الملحة بأكمل وجه". وقال الجابر: "اليوم نلتقى في الامارات في وقت خاص جداً، فخلال ايام نحتفلى بالذكرى ال 44 لليوم الوطنى للإمارات، وهذا يوم خاص لكل اماراتى، وهذا اليوم يتزامن مع يوم الشهيد الاماراتى الذى لابد أن نركز عليهم لما لهم من مكانة خاصة في قلب كل إماراتى، فهم قدموا أرواحهم فداء للوطن ونصرة للشقيق لنعيش نحن اليوم في أمن وأمان". وأكد الجابر على أن تخصيص يوم للاحتفاء بالشهداء كان له أثر كبير في نفوس مواطنى الامارات والمقيمين بالدولة، لأن الشهداء زادونا فخراً وغزة وعزيمة وإصرارا بأن مواقف الامارات لم ولن تتغيير تجاه الاشقاء. مشدداً على أن للإمارات تاريخا ثريا، كما أنها منارة من خلال مبادراتها لدعم ونصرة الشقيق وضمان تحقيق الامن والاستقرار بالمنطقة. وقال الجابر إنه بالنسبة لليوم الوطنى للامارات فنحن ننتظر هذا اليوم كل شهر، وبالنسبة لنا فكل يوم نعتبره يوما وطنيا، فالكل يعمل لتحقيق هدف واحد وهو أن يظهر هذا اليوم في مظهر مشرف، كما أننا نبنى على هذا اليوم ونستذكر فيه الآباء المؤسسين، وعلى رأسهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله الذى أرسى دعائم وركائز الوطن، وجعل المواطن الاماراتى والعنصر البشرى على رأس أجندتنا الوطنية، لافتا إلى أن كل من في الامارات يساهمون في جعل هذا اليوم مناسبة خاصة نحتفل بها جميعا. وأضاف الجابر هذا العام سنبرز الدور الاستراتيجى والمحورى والهام للقوات المسلحة الاماراتية، والتى سيكون لها دور رئيسى في الاحتفالات وذلك حتى نعطيهم ما يستحقونه من إشادة، ولما حققوه على ارض الواقع وما ساهموا فيه في سبيل نصرة الحق وترسيخ الامن بالمنطقة وضمان الامن والاستقرار وإحقاق الحق بالمنطقة. كما قال الجابر: نريد في هذا اليوم إبراز روح التسامح والمحبة التى بنى عليها مجتمع دولة الامارات المعروف عنها انجازاتها الاقتصادية والمجتمعية والحضارية والسياسية والبشرية وفى كل القطاعات، لكن هناك شيئا يخفى على العالم الخارجى وهو التلاحم والتكاتف بين القيادة والشعب الاماراتى، وهذا ما أظهرته الاحداث التى مررنا بها خلال الاشهر القليلة الماضية، فهناك تلاحم وتكاتف بين القيادة والشعب وهى علاقة فريدة من نوعها ولم تكن معروفة للعالم. وأضاف نريد أن نركز خلال هذه الايام على ما زرعه المغفور له الشيخ زايد في الامارات من عادات وتقاليد مؤصلة في الشعب الاماراتى، ومن أولويات أهمها الاستثمار في الانسان، فما حدث في الامارات نموذج فريد من نوعه ويحتذى به، لأن الامارات دولة شابة لكن إنجازاتها أكبر من عمرها الحقيقى، لافتا إلى أن هناك عوامل ساهمت في هذا النجاح، كما أن هناك قيادة رشيدة يهمها أن تكون الامارات مساهمة بشكل مباشر في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية وأن يكون لها دور مساهم في تحقيق الامن والاستقرار بالمنطقة، وأن يكون للمواطن الاماراتى دور في رفع شأن بلده. وتحدث الجابر عن يوم الشهيد وقال " إن الامارات قدمت الكثير خلال السنوات الماضية، لكن هذه المرة قدمنا شيئا مختلفا وهو الدماء الزكية لمواطنى الامارات التى روت دولة اليمن الشقيقة لأن هناك حقا تريد الامارات أن تسهم في استحقاقه واسترداده". مضيفاً: "الاعتزاز بشباب الوطن وتضحياتهم كان من أجل عملهم في إحقاق الحق وتعزيز السلام والعدالة وتمكينها حتى نستطيع أن نعيش في ربوع الوطن العربى بأمن واستقرار". وأكد الجابر على أهمية الاصطفاف الوطنى خلف القوات المسلحة الاماراتية في مهمتها النبيلة، وقال: "اليوم وضعنا اسر الشهداء على أولويات أجندتنا الوطنية، ولم ندخر جهداً أو مساعدة لرفع شأن هذه الاسر والعوائل". وشدد الجابر على حرص القيادة الإماراتية الرشيدة للاهتمام بالشهداء وأسرهم وعوائلهم، وقال: "كانت هناك العديد من المبادرات لكن كان هناك دور الشيخة فاطمة، أم الإمارات، فهى قامت بدور مهم خلال الفترة السابقة، وكان لديها رغبة شديدة بأن يكون لها دور مباشر للمساهمة في تخفيف الموقف تجاه الاسر ولم تأل جهداً لزيارة الاسر والتباحث معهم من قرب عن مدى احتياجاتهم وكيفية مساعدتهم لنضمن لهم الامن والامان والاستقرار".