من المؤسف أن تظل وسائل الإعلام وبالذات التابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح الإخوان المسلمين تعزف على ذات الوتر وتعلق فشل حكومة الوفاق وتدهور الخدمات والانفلات الأمني وكل الجرائم الإرهابية على شماعة من تسميهم النظام السابق ومن ثم تجيير معاناة المواطنين وآلامهم وأحزانهم ومايلحق بالوطن من خراب ودمار لمصالح حزبية والحصول على مكاسب سياسية وحصد المناصب لإخواننا في الله المجاهدين في سبيل السلطة ، على حساب الطرف المغلوب على أمره شريكهم في السلطة المؤتمر الشعبي العام وعلى حساب حلفائهم في اللقاء المشترك وعلى حساب الوطن المتضرر الأول من هذا الصراع المحموم في الوقت الذي تغض فيه الطرف على المجرم الحقيقي والمتسبب في بقاء هذه المعاناة التي نعيشها واستمرار كل هذا القتل والدمار والخراب الذي يستهدف تمزيق الوطن الواحد وتشتيت أبنائه ، لا لشيء إلا إرضاءً للرغبة الجامحة في الانتقام والانتصار للحزب والقبيلة والمذهب ودون أي اعتبار للأضرار الفادحة التي تلحق بالوطن والمواطن ومايمكن أن يصل إليه أبناء اليمن إذا ما استمر هذا التفكير يهيمن على عقول مديري الصراع ويعمي الأبصار والبصائر عن رؤية الحقيقة . والمؤسف في واقعنا اليوم أن يتحول الوطن إلى مجرد لعبة سياسية بيد حزب أو جماعة أو قبيلة تسعى للتسلط والهيمنة وإن دماء اليمنيين التي تسفك كل يوم وأشلاءهم المتناثرة يساوي في نظر البعض حصولهم على كرسي محافظة أو وزارة أو إدارة .. إلخ وإنه كلما زادت العمليات الإرهابية وارتفعت وتيرة القتل والتخريب ارتفعت أسهمهم في بورصة السلطة وباتوا قاب قوسين من المسك بزمامها . . وكل مايهمنا نحن البسطاء من أبناء الشعب اليمني هو أن لا يكون وطننا كبش الفداء للطامحين في الوصول إلى السلطة دون وجه حق .. كما لا نريد أن تكون الخلافات الحزبية والسياسية هي المحرك الأساسي والدافع وراء التغييرات والإقالات . ولا نريد أيضاً أن يكون الوصول إلى السلطة والاستحواذ عليها هو الغاية والنهاية في ثورات الشعوب وتضحياتهم ، لأن من يفكر بهذا الشكل كان حزباً أو جماعة أو عالم دين أو شيخ قبيلة لا يمكن أن يبني وطناً آمناً مستقراً و يؤسس لدولة مدنية حديثة يسودها النظام والقانون وينعم فيها الجميع بالأمن والسلام والمواطنة المتساوية . والمضحك المبكي في الحادث الإرهابي الذي تعرض له وزير الدفاع اليمني طبعاً وفي منطقة يفترض أن تكون أمنية ومن الدرجة الأولى أن يسارع معالي وزير الداخلية الدكتور عبدالقادر قحطان إلى تشكيل لجنة للتحقيق فيما تعرض له زميله في حكومة الوفاق وكشف الملابسات واعتقد أنها نفس اللجنة التي شكلها للتحقيق وكشف ملابسات جريمة السبعين وجريمة الكلية الحربية والنتيجة معروفة سلفاً إقالة عدد من القيادات الأمنية والعسكرية والسلام . . وأختم بالقول إن حملات التضليل الإعلامي الممنهج التي تتبناها وسائل الإعلام الحزبية لن تمحو الحقيقة وإن نجحت في تغييبها لبعض الوقت .