{.. لا أعتقد إلا أنَّها ضربة مُعلِّم ..وخطوةٌ رائعةٌ جداً طال انتظارُها.. وجاءت في موعدها.. وتُحسبُ لوزير الإعلام الأُستاذ علي العمراني الذي أسعد بها الكثيرين وهو ينفِّذُ عملاً إعلامياً مُهمَّاً ينقذُ أوَّل قناةٍ وإذاعةٍ من لحظات الاحتضار الأخيرة في طريق التحوُّل إلى أثرٍ بعد عين!! وبصراحةٍ متناهيةٍ وضْعُ حجرِ الأساسِ لتشييدِ مبنى تلفزيونِ وإذاعةِ عدن أمرٌ يجلبُ السعادةَ ويزيدُ شرايينَ القلبَ اتِّساعاً في وقتٍ لا نجدُ فيهِ إلا ما يجلبُ الجلطات.. ويتسبَّبُ في أمراضِ السُّكَّرِ والضَّغطِ ومتوالياتِ الألمِ والقهرِ والحسرة!! وإذا تريدون أن تعرفوا لماذا.. فكيفي أن أقولَ لكم أنَّ الدَّهشةَ لم تتملَّكْني مِنْ قبلُ كما وأنا أدلفُ بوابةَ تلفزيون عدن في ذات يومٍ في عامٍ سابقٍ عندما زُرتُ أخي الذي عُيِّنَ فيه نائباً لرئيسِ القِطاعِ ومديراً عاماً للبرامجِ ووجدتُ كلَّ ما حولي من مكاتبَ وإداراتٍ واستديوهاتٍ تُثيرُ عاصفةً مِنَ الحُزنِ في نفسي.. وتجرُّ أسئلةً كثيرةً قفزَتْ في تلك اللحظاتِ إلى الذِّهنِ تحتَ وطأةِ الحالِ الذي وَصَلَ إليه أقدمُ تلفزيونٍ.. وأهمُّ وسيلةٍ إعلاميةٍ.. في ظلِّ إهمالٍ غريبٍ وتجاهلٍ لامبرر له على الإطلاق!! يومَها.. رثيتُ لذلك الحالِ.. وأشفقتُ على العاملين والموظَّفين والمُدراءِ.. وعلى أخي الذي وجدتُهُ يعملُ في وضعٍ صعبٍ جداً وإمكاناتٍ محدودةٍ.. وصراعات ٍكثيرةٍ.. ولا يجدُ هو والموظَّفون والمذيعون مَنْ يهتمُّ بمعاناتِهم ولا بإحوالِهم ولا مَنْ ينظرُ إلى حالِ قناةٍ فضائيةٍ تعملُ بكافَّةِ طواقمِها في ظروفٍ قاهرةٍ وبإدواتٍ قديمةٍ جداً وأجواءٍ لا تُشجِّع أبداً على الإبداعِ ولا تؤدِّي إلى النَّجاح!! ولا أخفيكم.. زُرتُ أستديو القناةِ يومَها برفقةِ رئيسِ القِطاعِ ونائبِهِ ووجدتُ الكرسيَّ الذي يجلسُ عليه المُذيعُ أو المُذيعةُ مسنوداً مِنْ أسفلَ على (طوبةٍ) لأنَّ أحدَ أعمدةِ توازُنِهِ السُّفلي مكسورٌ.. ولم تجدِ القناةُ ولا القيادةُ قدرةً على توفيرِ الكرسيِّ بأسرعِ وقتٍ لعدم وجودِ القُدرةِ الشِّرائيةِ حينها.. هل تتخيَّلون أنْ يحدثَ ذلك..؟ تجوَّلتُ في المكتبةِ الأرشيفيةِ فوجدتُها في وضعٍ مؤسفٍ.. لا مكاتبُ.. ولا ترتيب وتنسيق للأرشفةِ وللأشرطةِ.. ولا مخازنُ مجهزةٌ بمحتاجاتِ الأرشفةِ العاديةِ.. وكلُّ ما وقعتْ عليه عيناي كان يحكي بوضوحٍ فداحةَ اللامبالاة.. والموجودُ أو المتوفُّرُ في القناةِ يعودُ تاريخُهُ إلى سنواتٍ طويلةٍ ..وكثَّر اللهُ خيرَ مَنْ يعملُ بها في ما هو أشبهُ بالمغامرةِ أو التَّحدِّي الذي يفرضُهُ حبُّ العملِ ولُقمةُ العيشِ التي قالوا عنها قديماً وحديثاً أنَّها (مُرَّة)!! حالُ الإذاعةِ لا يبتعدُ كثيراً عنها.. وأنا لم أطّلعْ عليه.. لكني سمعتُ مَنْ يحكيهِ بألمٍ ومرارةٍ.. وهُوَ يتساءلُ مثلي: لماذا؟.. وما السبب؟.. وما هو الهدف؟.. ومن تُرى يقفُ وراءَ هذا التَّجاهلِ والإهمالِ الذي يقودُ إلى التَّدمير..! الآنَ أعتقدُ أن ليس لنا حاجةٌ في تلك الأسئلةِ والاستفساراتِ ما دامت الخُطوةُ الأُولى قد بدَأتْ.. ولا سامحَ اللهُ مَنْ أهملَ وتساهلَ وتجاهلَ وتفرَّغَ فقط للإيذاءِ وممارسةِ أنواعٍ مختلفةٍ مِنَ العنجهيةِ والتَّكَبُّرِ والإيغالِ في الأحقادِ وقهرِ الآخرين.. لأنَّهم نجحوا وحظوا بالحبِّ والتَّقديرِ.. وقلوبُهم وأياديهم نظيفةٌ..!! ما نريدُهُ.. الاهتمامُ أكثرَ بإنجازِ ذلك المشروعِ الإعلاميِّ المُهمِّ في أسرعِ وقتٍ.. وأنْ يحظى تلفزيونُ وإذاعةُ عدن بنفسِ ما حظيتْ به وكالةُ الأنباءِ اليمنيةِ (سبأ) بعدن من حيث حداثةِ المبنى وتطوُّر المعنى.. ومبروك.. أخيراً.. جاءنا مبنى!! sms عامٌ كئيبٌ مُرَّ.. استباحَ فيه الألمُ لحظاتي وأيامي.. مِنْ أين لي أنْ أنام.. وحُزْني لَمْ ينمْ؟! ليستْ مفاجأةً.. هُوَ الزَّمنُ الذي صادَرَ المُفاجآتِ حينَ باعَ كلُّ واحدٍ أحاسيسَ الشُّعورِ بالآخر! عندما تبكي.. لا تُصدِّقْ أنَّهُ ضَعفٌ.. بلِ القوةُ في حضورِ قلبٍ يعملُ نهاراً ولا ينامُ ليل