على مدى رحلة حياته وهو لم يقف عن التفكير والعمل جاهدا لكي يبني له ولعائلته منزلا يستقر به من الترحال من شقة الى شقة ويسلم من مطالبة المؤجر بالايجار شهريا . قال يوسف لقد عملت جاهدا لبناء هذا المنزل وشاركت العمال عندما كانوا يقومون ببناء المنزل شاركت في نقل مواد البناء وعندما تم البناء سكنت انا وزوجتي واولادي وكنا سعداء بذلك جدا وانتابنا احساس براحة اطمئنان ولم يخطر على بالي يوما اننا سنرحل من منزلنا الذي ظللنا ننتظر بنائه ما يقارب ثلاث سنوات حتى تم اكتمل البناء , ولكن بسبب هذه الحرب التي اكلت الأخضر واليابس واحرقت كل شيء جميل في مدينة تعز جعلتني اخسر بيتي وعملي واعيش نازحا نهيك عن ارواح الضحايا التي سقطت في هامش المعارك . واضاف انه وعائلته حاولوا المكوث في منزلهم ولكن بعد ما اصيب احد ابنائه بقذيفة انفجرت بالقرب من المنزل اضطررنا لرحيل من تعز الى الريف . واشار الى انه وعائلته حزينين جدا وتراودهم تساؤلات كثيرة الى متى سيظلون نازحين وهل منزلهم سيسلم ولن يصيبه اي مكروه حتى يعودون اليه .
واكمل قالا ان ما يخيفه اكثر مستقبل أبنائه وذلك بعد ان فقد راتبه , و مدى قدرته على تلبية احتياجاتهم خاصة ما يخص احتياجات الدراسة الى جانب ايجار المنزل حيث ولدي ثمانية ابناء واحد منهم فقط الذي قد اكمل دراسته الجامعية اما الباقون منهم فمازالوا بين المدارس و الجامعة . ويقول بنبرة حزن : الحقيقة ان الحرب في تعز دمرت كل شيء برغم اني طبيب وكنت اعمل في المستشفى العسكري الا ان هذا المستشفى دمر مما اضطررت للرحيل من المشفى وها انا ارحل من المدينة بأكمله ولا اعلم الى متى سنظل على هذه الحال . ليس لدينا سوى الدعاء بأن تنتهي هذه الحرب .. يكفي ما قد خسره هذا الشعب من ارواح ازهقت وبيوت دمرت ناهيك عن المستشفيات والجامعات والمدارس كل هذا توقف مما جعل مدينة تعز خالية من السكان فلم يعد يوجد بهاء سوى الاطراف المتناحرة او من لم يقدر على النزوح فأضطر الى مواجهة مصيره في وسط هذه الحرب .. فكل يوم نسمع عن سقوط ضحايا سقطوا بسبب القصف من هذا وذاك والقذائف التي ترمى بعشوائية على المناطق السكنية التي يوجد فيها من اضطر للمكوث ولم تسلم من الحرب في تعز حتى القرى المجاورة للمدينة والبعيدة جدا . حقيقة لم يعد بمقدوري إلا دعوة المتحاربين الى تحكيم العقل والرفق بناء فما يدمر هو وطنهم وليس مكان اخر