محافظ مأرب غير موجود في مأرب، ومحافظ إب غير موجود في إب، ومحافظ الجوف يزور الجوف متى ما أتيحت له فرصة، ومحافظ أبين غير موجود في أبين، ومحافظ البيضاء لا يزورها إلا من باب صلة الرحم، كما يقول يسين الحميقاني، ومحافظ عمران في السعودية، ومحافظ صعدة موجود في صعدة، لكن يدير المحافظة متمرد وصفه المحافظ بأنه أكثر اليمنيين وطنية، ومحافظ صنعاء يحضر عرس في قريته بطائرة مروحية. قيل إنها حكومة الإدارة عن بعد، وقيل إنها حكومة البلوتوث، وقيل إنها حكومة الواي ماكس، وقيل إنها حكومة "المعذرة قد يكون هذا المحافظ مغلقا حالياً أو خارج نطاق التغطية، الرجاء المحاولة لاحقاً.. وشكرا". تفعيل خدمة "المحافظ عن بعد" من أهم منجزات الثورة الشبابية، إلى جانب خدمة "السفير أولا". ربما كان المفكر العربي عزمي بشارة يشير إلى هذه النقطة حينما قال، من على شاشة قناة الجزيرة عام 2011م، إن الثورة اليمنية ستُدرَّس في مدارس ومعاهد أوروبا والأمريكيتين. لم يعد هناك ما يتفاخرون به علينا، وإذا كان لديهم طائرات بدون طيار، فإن لدينا محافظات بدون محافظين، وقريباً بدون مدراء أمن ووكلاء وقضاة و و و الخ. ينبغي أن نصدر هذه التجربة إلى أوروبا، كما صدرنا في السابق تجربة القاضي حمود الهتار في الحوار مع تنظيم القاعدة، التي قيل إنها كانت تجربة ناجحة جداً وساهمت في الحد من نشاط تنظيم القاعدة إلى الحد الذي جعل التنظيم يسيطر على محافظة ونصف أخرى في أقل من أسبوعين.