أثار خطاب الرئيس المصري محمد مرسى، خيبة أمل كل معارضيه من أحزاب المعارضة والقوى السياسية والحركات الثورية والنشطاء السياسيين وغيرهم من المستقلين الذين تابعوه وشاهدوه أمام شاشات العرض بالمقاهى والكافيتريات، وآخرون أثروا مشاهدته عبر التلفاز بالمنازل مما أثار حفيظة معارضيه الذين انتابتهم حالة من القلق والغضب والإصرار على النزول 30يونيو الحالى، لإسقاط مرسى وجماعة الإخوان المسلمين. فالخطاب الذى لاقى تأييداً وثناء من مؤيدى الرئيس، فى الوقت نفسه رفض معارضو النظام، كل ما جاء فى الخطاب جملة وتفصيلا. ميدان التحرير هو ميدان الثورة، وغالباً ما يمثل الصوت المعارض للنظام فى مصر، كان له الصوت الأقوى مساء أمس، حيث احتشد الآلاف من معارضى النظام، لرفض خطاب الرئيس مرسى، "اليوم السابع" ترصد ردود فعل معتصمى ميدان التحرير حول ما جاء فى خطاب الرئاسة. البداية سادت حالة من الاستياء بين المعتصمين، بسبب ما جاء بالخطاب، ووصفوه بالاستفزازى، وقالوا: "لا يرقى أبدا لخطاب رئيس أكبر دولة فى الشرق الأوسط"، حيث يقول مجدى الهوان أحد المعتصمين المستقلين، إن الخطاب فى مجمله لا يمكن وصفه إلا ب"حكاوى المصاطب"، مشيرا إلى أنه عار على مصر أن يلقى الرئيس هذا الخطاب. وأضاف الهوان ل" اليوم السابع" أن مرسى تحدث كثيرا عن الصواب والخطأ، للدرجة التى جعلتنا نشعر بأن مصر عبارة عن بحث علمى فى يد باحث، ولم يتحدث عن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، لافتا إلى أنه لم يتحدث عن الشباب ومدى مشاركتهم فى الحياة السياسية. ولفت الهوان إلى أن مرسى نصب نفسه ديكتاتورا من خلال تحدثه عن صفقة الطائرات التى تمت فى عهد الرئيس المخلوع، حيث إن ذلك ليس من اختصاصاته. أما الدكتور ملاك حبشى أحد المعتصمين بالميدان فقال: "خطاب مرسى بالأمس كان استفزازيا، ولا يرقى أبدا لخطاب "شيخ قبيلة"، حيث تحدث كثيرا عن المحاكمات التى حصل فيها بعض رموز النظم السابق على أحكام البراءة، وتناسى أنه هرب من السجن إبان الثورة. وأضاف حبشى، أن هناك تضاربا كثيرا فى الأرقام التى ذكرها مرسى، والخاصة بالسياحة وفرص العمل، قائلاً: "إنها كذب فى كذب"، وتحدث مع الشعب على أنه "جاهل ومغيب"، لافتا إلى أن الشعب أصبح واعيا ومن الصعب الاحتيال عليه. وأوضح هشام العقارى مؤرخ القبائل العربية وأحد المعتصمين داخل الميدان، أن الرئيس مرسى تطرق فى خطابه لبعض رموز النظام السابق، فى الوقت الذى انتظرنا فيه أن يتخذ قرارات تصب فى مصلحة الشعب، مشيرا إلى أن الرئيس تحدث عن زيادة المرتبات فى عهده لأول مرة منذ 60 عاما، ولم يدرك أن أسعار السلع زادت فى عهده للمرة الأولى منذ 300 عام- على حد قوله. وأضاف قائلاً: "مرسى اتهم النظام السابق بأنه السبب فى عدم إدارته للبلاد، وتحدث أكثر من مرة عن أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورغم ذلك سنشارك فى مظاهرات 30 يونيو الجارى". بينما قال مجدى المرشدى أحد المعتصمين بميدان التحرير، إن خطاب مرسى هو نوع من الهرتلة السياسية، ولا يرقى لخطاب ناظر العزبة الذى يخطب فى مزارعيه، مشيرا إلى أنه لم يتطرق فى حديثه عن الشباب، الذين هم وقود المستقبل، ونحن نطالب بأن يكون هناك ممثلا عن الشباب فى الحكومة القادمة. ولفت على عثمان عضو اتحاد الشباب الثورة إلى أن خطاب مرسى بالأمس كان مخيبا للآمال، وزاد من حالة الاحتقان داخل الشارع المصرى، مضيفا أن الأرقام التى ذكرها عن السياحة غير صحيحة بالمرة، حيث ذكر أن السياحة زادت فى عهده بنسبة 9,2، لافتاً إلى أن خبراء الاقتصاد نفوا ذلك تماما، وقالوا أن نسبة السياحة انخفضت بنسبة 3. ميدانياً يشهد ميدان التحرير حالة من السيولة المرورية من جميع الاتجاهات، بعد فتح مداخله فى الساعات الأولى من صباح اليوم، فيما تزايدت أعداد الخيام بشكل ملحوظ حتى بلغت 33 خيمة. ورصدت "اليوم السابع" ردود أفعال بعض الأحزاب والنشطاء السياسيين والمستقلين، فماذا قالوا؟. الدكتور علاء عبد الرءوف رئيس حزب المدخنين، أكد أن الرئيس مرسى هدم نفسه وفشل فى استحواذ قلوب وعقول معارضيه، وأثبت أنه ليس لديه خبرة لإدارة البلاد - على حد قوله. وأشار إلى أن اعتراف مرسى أن العهد السابق وقع معاهدة بين بعض الدول تهدف لبيع الغاز ب2 دولار ومصر تستورده ب12 دولارا، فكيف وهو رئيس جاء من خلال ثورة، ويفشل فى حل تلك الأزمة، حيث إن الدستور الدولى ينص على "إلغاء كافة الاتفاقيات للبلدان التى أقيمت بها ثورات"، مؤكداً أن القانون يكفل له إسقاط الديون والاتفاقيات التى أبرمت فى عهد النظام السابق. أما محمد صفا محام وعضو الهيئة العليا لحزب المصريين ببورسعيد، أكد أن خطاب مرسى لم يفقدنا رغباتنا فى التغيير بل زادنا إصرارا على الخروج يوم 30 يونيو لإسقاطه بكل المفاهيم والمقاييس الشرعية التى تمنحنا حقنا الشرعى للمطالبة برحيله وانتخابات رئاسية مبكرة لخروج مصر من أزمتها. وأوضح صفا، أن الخطاب كان عاطفيا وبنى على أكاذيب وتخوين واتهامات باطلة، وكشف عن ضعف النظام وفشله فى إدارة الدولة، وعجزه عن حل أية أزمة أغرقت الشعب المصرى فى دوامة المشاكل بشكل شبه يومى. وأضاف صفا أن أحزاب المعارضة قدمت له برامج مرشحى الرئاسة ليكون برنامجا وطنيا، ولكنه اكتفى بمشروع النهضة الوهمى وتاجر باسم الدين، ولم ير الشعب أية تغييرات سوى الأزمات الطاحنة الذى بلى بها الشعب المصرى فى عهد الإخوان.
ويؤكد مجدى عبد الرحيم المنسق العام لحركة تمرد ببورسعيد، أن مرسى لم يقدم ما كان يحلم به المصريون بكل طوائفهم مسلمين ومسحيين وغيرهم من التيارات السياسية والشعبية، ولكنه استخدم عنترية الخطاب لإعلانه أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة والشرطة، وأنه هو الوحيد الذى يهيمن على مقاليد الأمور، مشيرا إلى أنه سيقضى على معارضيه وبالقانون ليدخلهم السجون. وفى نفس السياق، أكد أشرف أحمد الناشط السياسى، قائلاً: "ما سمعناه استجداء للقوات المسلحة والشرطة، وألقى الرئيس بفشله على شماعة الفلول، وأنصار الفريق شفيق، وهو كلام جاء مغايرا للحقيقة مثلما جاء باستعراضه للمؤشرات الاقتصادية الجسيمة وخاصة فى المجال السياحى". وأشار أشرف إلى أن قرار سحب تراخيص محطات الوقود قرارا غير صائب ويزيد الطين بله، ويؤكد فشله الذريع فى إدارة مصر وشعبها الباحث عن "عيش حرية وعدالة اجتماعية".