حذرت وزارة الثقافة والإعلام السعودية المؤسسات الصحفية ووسائل الإعلام بأهمية إبراز المنتسبين إليها بطاقاتهم التعريفية أثناء تغطياتهم للمناسبات، موجهة خطاباً وصفته بالعاجل إلى جميع رؤساء التحرير بعد التأكد من أن عناصر القاعدة ينتحلون صفة إعلاميين للوصول إلى شخصيات سعودية مسؤولة لإغتيالهم. وجاء تحذير الوزارة بسبب تخوفهم من قيام أشخاص ينتحلون صفة صحافيين بإجراء مقابلات صحفية مع بعض الشخصيات والضيوف بدون صفة أعلامي وأستخدام أجهزة متفجرة . وطالبت وزارة الثقافة والإعلام من رؤساء التحرير من خلال خطاب وصف بالعاجل، يقضي بتوجيه المعنيين لديهم بالتغطيات الإعلامية وتغطيات المناسبات من صحافيين ومراسلين ومصورين وكوادر فني إبراز بطاقات عملهم المهنية طوال وقت أدائهم المهمة المكلفين بتغطيتها . ويبدو أن هذا التحذير مبيناً على تقارير أمنية من تخوف استخدام أنصار القاعدة هذه الوسيلة لاغتيال شخصيات رسمية ومهمة في الدولة أو حتى من ضيوف الدولة السعودية التي نجحت منذ عشر سنوات في محاربة الإرهاب والقبض على الكثير من المتعاطفين معهم، حيث يستغل "القاعديين " جميع الفرص أمامهم لتحقيق أهدافهم "الإرهابية " ومحاولة زعزعة البلاد . ويبدو إن الأمن السعودي ومؤسسات الدولة تتعاضد لصد هجمات الإرهاب قبل تنفيذها ، حيث يأتي تحذير وزارة الثقافة والأعلام واضحاً خوفاً من استخدام القاعدة وتلبسهم شخصية الإعلاميين لحضورهم في المناسبات الرسمية مفخخين سواء في أجهزة التسجيل أو في الكاميرات والأجهزة المحمولة . ومع هذا القرار "التحذيري " بدأت وسائل الأعلام السعودية في التنبيه على منسوبيها بأهمية أبراز البطاقات الصحافية ، فيما بدأ الوسط الإعلامي المحلي التفاعل مع هذا القرار مؤكدين وقوفهم ضد كل من يسيء إلى وطنهم من خلال مهنتهم . الجدير ذكره أن القاعدة وأنصارها في السعودية حاولوا كثيراً التمويه للوصول إلى أهدافهم منها محاولة احدهم في شهر رمضان الماضي وهو ابراهيم عسيري إغتيال مساعد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف حيث "كذب" وقال أنه ينوي التوبة على يد الأمير محمد بن نايف فما كان من لأخير والذي عُرف بأنه تعقب القاعدة وحاربهم، إلى دعوة العسيري دون علمه بنيته "المبيتة " ، وكانت هذه العملية الأهم في محاولة إغتيال مسؤول سعودي . فيما أبانت وكشفت الحرب الأخيرة بين السعودية والحوثيين والتي جرت لأربعة أشهر على الحدود الجنوبية السعودية محاولات عدة من قبل أنصار القاعدة منها تفخيخ الماشية والأطفال ومحاولة الدخول للأراضي السعودية متنكرين في أزياء عمالة أسيوية أو خلف ملابس نسائية ، كما تمكنت الأجهزة الأمنية في السعودية وفي موسم الحج قبل الماضي من الكشف عن خلية كبيرة العدد دخلت للبلاد تحت غطاء الحج ولهم مقاصد عدائية وإرهابية ينوون القيام بها داخل الأراضي ، ويبدو أن فكر الإرهابيين منصب تماما في المنطقة الشرقية حيث تتكاثر هناك مصاف البترول وعمليات تكريره ، مجتهدين للوصول إلى أهدافهم الاقتصادية دون أن نجاح ، حيث يقابل ذلك تواجد أمني ضخم في المنطقة الشرقية للسعودية بالقرب من شركات ومعامل البترول. وأعلنت القاعدة في أكثر من بيان تهديدها لإعلاميين سعوديين إلى جانب شخصيات أمنية اجتماعية مهمة. وتعتبر السعودية من أكثر بلدان العالم نجاحاً في التصدي للإرهاب حيث أستعانت عدد من الدولة الغربية بتجربة السعودية في محاربتها للإرهاب، ومحاولاتها في عودة بعض المتعاطفين مع القاعدة عن طريقهم المتشدد من خلال مركز المناصحة الذي نجح كثيراً في اجتثاث الفكر من عقول كثير من المنتمين للقاعدة ، فيما بدأت السعودية في محاكمة عدد من منسوبي القاعدة وسط حضور اعلامي . ويتخوف الكثير من المتتبعين لأسلوب القاعدة من الأجواء في اليمن وهي الدولة المحاذية للسعودية حيث أصبحت الآن مأوى أنصار القاعدة بعد أن توفرت لهم الأجواء المناسبة لهم هناك وبالتحديد أثناء الحرب بين الحوثيين مع السعودية من جهة ومع الأجهزة الأمنية في اليمن، حيث لا يزال الكثير ممن هم مدرجين في قوائم المطلوبين للأمن السعودية من القاعدة يتواجدون في اليمن . ولم يؤكد أي مصدر حتى الآن إن كان الخطاب بني على اكتشاف تزوير بطاقات من يعملون في الأعلام، أو إن كان مبنياً على تقارير استخباراتية تستبق الأحداث والتقطت إشارات من هذا النحو، خصوصاً وأن السعودية تشهد الكثير من المناسبات بصفة يومية ، كما تشهد توافد الكثير من رؤساء الدول والوزراء إليها.