لا بقايا "الثورة"، ولا "جبهة إنقاذ الثورة" استطاعوا إكراه حكومة باسندوة على الحق، وهو تنفيذ حكم المحكمة بشأن الجرحى، فكيف بمقدورهم سحب الثقة عنها بالباطل، وبوساطة مظاهرة "نازلين لخلع الفاسدين"، يوم 14 يناير؟ الحكومة لن تسقط بخروج ألفين أو عشرة آلاف أو حتى مائة ألف متظاهر، لأسباب كثيرة، من بينها أنها حكومة أمر واقع، أو توافق بين مختلف الأطراف السياسية، ولا توجد معارضة لكي تدعم النازلين من أجل الخلع.. فهذا الإصلاح وشركاؤه، يعتبرون النازلين لخلع الفاسدين، أصحاب دعوات مشبوهة وفتنة وعنف، ومخربين، ويطالبون الحكومة التصدي لهم، و المؤتمر الشعبي وحلفاؤه يرفضون فعاليات "نازلين..." و يقولون إن أطرافها لا تدرك أن مساعيها محفوفة بالمخاطر، و تقوض التوافق الوطني، وجهود الرئيس هادي، ونجاح مؤتمر الحوار. أنصار الله استمروا في الاعتصام لكي يسقطوا الحكومة، بعد وصول شركائهم الثوريين في المشترك إلى السلطة، فلم يستطيعوا رغم امتلاكهم إمكانيات مالية وإعلامية، ولما اكتشفوا إنهم يرثون قذارات شركائهم في الساحة خمدوا وانسحبوا، بعد أن أشبعتهم حكومة باسندوة ضربا في الساحة وأمام مجلس الوزراء.. وهؤلاء اليوم لن يحققوا هدفهم، مع احترامنا لحق هؤلاء المواطنين في التظاهر السلمي، وعدم احترامنا لأحزاب المشترك التي حرضت الحكومة على قمعهم.. ولكننا نقول إن تظاهرهم لن يحقق هدفهم، لأنهم يتحركون في الوقت والمكان غير المناسبين، لسحب الثقة عن حكومة ليس بأيديهم أدوات إسقاطها، ولا تريد أي قوى سياسية إسقاطها في هذا الوقت على الأقل، وأولى بهم- إن كانوا يعقلون- أن يدخروا طاقاتهم للمستقبل. هذه الحكومة يا قوم - رغم أنها فاسدة فاشلة عاجزة – ليست فقط محسوبة ومسحوبة على القوى السياسية الحاكمة، بل أيضا محسوبة على الرئيس عبد ربه منصور هادي بوصفه رئيس السلطة التنفيذية، والمعني الأول بتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة، والسير بعملية التسوية إلى نهايتها، وهذا الرئيس قد زكاه أكثر من 6 ملايين مواطن في فبراير2012، ولإسقاط هذه السلطة تحتاجون 7 ملايين متظاهر، فإذا كان لديكم هذا العدد فعلى بركة الله! وبعد.. لماذا هذا التوقيت، يوم 14 يناير؟ شعب ثورة 30 يونيو في مصر سيبدأ التصويت في هذا اليوم للاستفتاء على الدستور، والجماعة الإرهابية الأم وبناتها هناك توالي عملياتها الإرهابية، من أجل تعطيل الاستفتاء، وأولى بالثوريين التضامن مع الشعب المصري في هذا اليوم، بدلا من صرف أنظار اليمنيين عن 14 يناير المصري.